الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا مشكلتي أنني من دون ما أشعر أتمنى لنفسي الشر ولكن لا أتلفظ به وإنما في نفسي وأحاول أن أشغل نفسي ولكن لا أستطيع يعني أنا أقول لو يصير مثلاً معي كذا وكذا ويكون هذا التمني لشيء شر ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنا ننصحك بشغل فكرك بالاهتمامات النافعة ومعالي الأمور، وأن تتمنى على الله صلاح الدنيا والآخرة، فهو كريم جواد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وفي رواية: إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه. رواه ابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعليك أن تبعد نفسك عن تمني الشر، والاسترسال في التفكير في المعاصي ومحاسن الأجنبيات.
واعلم أن الله غفور رحيم، وقد تجاوز لعبده عما حدثته نفسه به ما لم يتكلم به أو يعزم على فعله، لحديث: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. رواه البخاري ومسلم.
وهذا محله ما دام الأمر قاصراً على مجرد تمنٍّ يمر بالخاطر من دون عزم على الفعل، كما أفاده النووي في شرح مسلم.
أما إذا عزم على الفعل كمن تمنى بقلبه عمل فاحشة وعزم على فعلها فهو زناً مجازي، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تتمنى وتشتهي. رواه البخاري ومسلم.
قال الإمام النووي في شرح مسلم : إن من الناس من يكون زناه مجاز بالنظر الحرام والفكر بالقلب.
وعليه؛ فينبغي لك أن تتلهى عن هذا التفكير بالنظر في جزاء أهل الجنة وسير السلف الصالح، والإكثار من أعمال الخير، ولا تجلس كثيراً وحدك، بل أكثر من مجالسة أهل الخير، وواظب على الصلاة في الجماعة، واحذر الفراغ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني