الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: فقد رأيت خيرًا فالزم

السؤال

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ بنْ عُمَرَ، قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ سَيِّئِ الْهَيْئَةِ، وَقَالَ: "مَا أَمْرُكَ؟ مَا شَأْنُكَ؟
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُهِمُّنِي مَا مَضَى مِنَ الدُّنْيَا إِذْ لَمْ أَصْنَعْ فِيهِ، وَيُهِمُّنِي مَا بَقِيَ مِنْهَا كَيْفَ يَكُونُ حَالِي.
قَالَ: أنت مِنْ نَفْسِكِ فِي عَنَاءٍ.
قَالَ: ثُمَّ لَقِيَهُ بَعْدُ، وَقَدْ حَسُنَتْ هَيْئَتُهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَانِي آتٍ فِي الْمَنَامِ، فَوَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا عَلَى قَلْبِي، ثُمَّ قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي نَفْسًا مُطْمَئِنَّةً، تُوقِنُ بِوَعْدِكَ، وَتُسَلِّمُ لأَمْرِكَ، وَتَرْضَى بِقَضَائِكَ، فَوَاللَّهِ مَا يُهِمُّنِي شَيْء مَضَى، وَلا بَقِيَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَقَدْ رَأَيْتَ خَيْرًا فَالْزَمْ". هل هذا الحديث صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث قد رواه ابن أبي الدنيا في كتابه الرضا عن الله بقضائه، فقال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثني على بن أبى جعفر، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدثنا حفص عن عمر، قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل سيئ الهيئة، فقال: ما أمرك؟ ما شأنك؟

قال: يا رسول الله، يهمني ما مضى من الدنيا إذ لم أضيع، ويهمني ما بقي منها كيف يكون حالي.

قال: إنك من نفسك لغنيّ عنا.

قال: ثم لقيه بعد وقد حسنت هيئته. فقال: يا رسول الله، أتاني آت في المنام، فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت بردها على قلبي، ثم قال: قل: اللهم ارزقني نفسًا مطمئنة، توقن بوعدك، وتسلم لأمرك، وترضى بقضائك. فوالله ما يهمني شيء مضى، ولا بقي.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد رأيت خيرًا فالزم.

ولم نقف على أحد من أهل العلم المعتبرين في هذا الشأن من تكلم فيه بتصحيح، أو تضعيف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني