معروف أننا لا نصرف القرآن عن ظاهره خاصة في صفات الله عز وجل، ولكن هناك إشكال يثار من حين إلى آخر من قبل المذاهب الإسلامية الأخرى حول قوله تعالى: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) [فصلت: 42]. فبذلك يكون للقرآن يدان..الخ وهو أمر غير معقول قطعاً فما السبيل للرد على هذا الإشكال ؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فإن هذا الإشكال لا يحصل إلا عند من لا دراية لديه بأساليب اللغة العربية ، ولا يثيره إلاّ جاهل . فإن في هذه الآية الكريمة أسلوباً جميلاً من أساليب اللغة العربية ، فإن العرب يعبرون عما قبل الشيء وما بعده بقولهم " ما بين يديه وما خلفه " ومن ذلك ماجاء في آيات أخرى غير ما ذكرت منها قوله تعالى (فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين) .[ البقرة: 66]. وقوله تعالى : (وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألاّ تعبدوا إلاّ الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) .[ الأحقاف: 21]. ومن ذلك أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: " اعدد ستاً بين يدي الساعة موتي ثم فتح بيت المقدس" .[ كما في صحيح البخاري]. والله أعلم .
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني
خيارات الكلمات :
مستوى التطابق: