الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما معنى قول زيد بن خارجة: خلت ليلتان وبقي أربع، بئر أريس، وما بئر أريس؟

السؤال

ما معنى: خلت ليلتان وبقي أربع، بئر أريس، وما بئر أريس؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما سألت عنه جزء من كلام زيد بن خارجة الأنصاري، الذي يروى أنه تكلم بعد موته, وقصة كلامه هذا وردت في بعض كتب الحديث والتاريخ عن بعض الثقات، وهذا لفظ رواية الطبراني في المعجم الكبير: عن النعمان بن بشير، قال: لما توفي زيد بن خارجة، انتُظِر به خروج عثمان -رضي الله عنه-، فقلت: يصلي ركعتين، فكشف الثوب عن وجهه، وقال: السلام عليكم، السلام عليكم، قال: وأهل البيت يتكلمون، قال: فقلت وأنا في الصلاة: سبحان الله، سبحان الله، فقال: أنصتوا أنصتوا، محمد رسول الله، كان ذلك في الكتاب الأول، صدق صدق صدق، أبو بكر الصديق ضعيف في جسده، قوي في أمر الله، كان ذلك في الكتاب الأول، صدق صدق صدق، عمر بن الخطاب قوي في جسده، قوي في أمر الله، كان ذلك في الكتاب الأول، صدق صدق صدق، عثمان بن عفان مضت اثنتان، وبقي أربع، وأبيحت الأحماء، بئر أريس، وما بئر أريس... إلى آخر كلامه.

وهذه القصة رواها الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء, وكذلك ابن كثير في البداية والنهاية، حيث يقول موضحًا الكلام الذي أشكل عليك: وذكر بئر أريس، كما ذكرنا في رواية المسيب. قال البيهقي: والأمر فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا، فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر من بعده، ثم كان في يد عمر، ثم كان في يد عثمان حتى وقع منه في بئر أريس، بعدما مضى من خلافته ست سنين، فعند ذلك تغيرت عماله، وظهرت أسباب الفتن، كما قيل على لسان زيد بن خارجة. قلت: وهي المرادة من قوله: مضت اثنتان وبقي أربع، أو مضت أربع وبقي اثنتان، على اختلاف الرواية. والله أعلم. وقد قال البخاري في التاريخ : زيد بن خارجة الخزرجي الأنصاري شهد بدرًا، توفي زمن عثمان، وهو الذي تكلم بعد الموت، قال البيهقي: وقد روي في التكلم بعد الموت عن جماعة بأسانيد صحيحة. والله أعلم. انتهى.

وقال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء معلقًا على هذه القصة: قال ابن عبد البر: هذا هو الذي تكلم بعد الموت، لا يختلفون في ذلك، وذلك أنه غشي عليه وأسري بروحه، ثم راجعته نفسه، فتكلم بكلام في أبي بكر، وعمر، وعثمان، ثم مات لوقته. رواه ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني