الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث: "ليأتين عليكم أمراء ... فلا يكونن عريفًا، ولا شرطيًّا، ولا جابيًا، ولا خازنًا"

السؤال

أنا شاب من الجزائر أعمل في خزينة البلدية محاسبًا، وعند عملية مراقبة أجور عمال البلدية وتسديدها نقوم باقتطاع ضريبة تسمى: ضريبة على الدخل الإجمالي من رواتب العمال، ونقوم بتحويلها إلى مصالح الضرائب، كما أننا نقوم بتحصيل رسم ضريبي على السكان يسمى: الرسم على رفع القمامة المنزلية لفائدة البلدية كي تستغله البلدية في عملية تجديد عتاد رفع القمامات المنزلية، فهل هذا العمل جائز؟ وهل العمل في الخزينة يدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفًا، ولا شرطيًّا، ولا جابيًا، ولا خازنًا ـ مع العلم أن الدولة في الجزائر ديمقراطية. وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا بيان حكم العمل في جباية الضرائب، وذلك في الفتوى رقم: 5811.

وعلى نحو ذلك يكون الحكم في ما شابه من الأمور، كالخازن، والعريف، والشرطي، فالعبرة بمشروعية الأصل، فإن جاز، جاز العمل فيه، ما لم يظلم، أو يُعِن ظالما على ظلمه، وراجع الفتوى رقم: 34112.

وكذلك حديث: ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم، فلا يكونن عريفًا، ولا شرطيًّا، ولا جابيًا، ولا خازنًا. رواه أبو يعلى، وابن حبان في صحيحه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن مسعود، وهو ثقة ـ وحسنه الألباني.

يُحمل على أحوال الشر والفساد، والمشاركة في ظلم الناس، والإعانة على ذلك، قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود: حديث: لا بد للناس من عريف، والعريف في النار ـ فإنه لو ثبت محمول على ما يتعلق بالشر... وكذلك يقال في حديث: لا تكن لهم شرطيًّا، ولا جابيًا، ولا عريفًا ـ فهو محمول على كون ذلك في أمور الشر والظلم التي لا تجوز. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني