الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس دليلا على غضب الله عليك، وعدم محبته لك

السؤال

في ليلة من شدة حزني وبكائي على أمر ما، دعوت ربنا، وطلبت منه أن يُظهِر لي علامة إذا كنت أنا فعلا سيئة، وأهلا لكل شيء سيِّئٍ يحدث لي. وثاني يوم لم أوفَّق في الامتحان على الرغم من أني كنت مذاكرة جيدا؛ بحيث أتمكن من الإجابات الصحيحة. فهل هذا يعتبر علامة؟
أنا كنت مرتبطة بشخص ما بمعرفة أهلي، وكنت منتظرة أن يأتي ليخطبني، ولكنه تركني، وقضى حياته مع أخرى، وهو سعيد معها، وفي المقابل لم يتقدم أحد لي، إلا على فترات متباعدة جدا، وأنا استغفرت ربنا، وتبت من أيَّ ذنب ارتكتبه بسبب هذا الشخص حتى لو كانت كلمة. لكن السنين تمر، وأنا حالتي تسوء أكثر، وهو في تحسن، وحياته تسير بطريقة عادية. فهل هذا لأني فعلاً شخصية سيئة، وتعتبر هذه علامة كانت ردًّا من ربنا عليَّ؟
أرجو الرد؛ لأني لا أرى نفسي إلا نفس سيئة، وغير أهل لأن أُحَب، وأن ربنا غضبان عليَّ.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس ما حصل علامة على شيء، ولا دليلا على غضب الله عليك، وعدم محبته لك، بل هو قَدَر الله تعالى، فعليك أن تستسلمي لحكمه سبحانه، وتجتهدي مع ذلك في الأخذ بالأسباب، فتذاكري جيدا، وتركزي في حال الاختبار، حتى لا تخطئي.

وأما ما مضى فانسيه، ولا تشغلي نفسك به، ولا تشغلي نفسك بأمر هذا الشخص، وسلي الله من فضله، فإن خزائنه سبحانه ملأى، وهو على كل شيء قدير.

وما مضى من ذنوبك: فما دمت قد تبت منها، فإنها لا تضرك بإذن الله تعالى، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

فاجتهدي في طاعة الله، وأقبلي عليه، وأكثري من الطاعات، وتزودي من الحسنات، وثقي بما في يد الله تعالى، وأن رزقك لن يناله غيرك. والزمي الدعاء والابتهال إلى الله تعالى، ففيه الخير الكثير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني