الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج بمراجعة الأطباء، واستعمال الرقى النافعة

السؤال

أمي مريضة منذ 14 سنة، لم تترك طبيبا، ولا راقيا، لكن دون جدوى، فهي محبوسة في البيت، ولا تستطيع الخروج لأي سبب، لا للأفراح، ولا للأتراح، لا تخرج نهائيا، ولك أن تتخيل مدى معاناة أن يكون لك خمسة أطفال صغار، ولم تحظ معهم بنزهة أو أيِّ شيء آخر. صداع مستمر، ورعشة بالأرجل، وفقدان الوزن، وغير ذلك.
المهم: منذ شهر تقريبا، وبإرادة منها، وبإذن من الله أصبحت تستمع لسورة البقرة، وبقيت تداوم عليها، إلى أن أصبحت تتأثر يدها اليمنى، تتحرك في مختلف الاتجاهات، وتشير إلى أماكن محددة، وتعيد ذلك كل يوم.
تشير إلى نفس الأماكن إلى أن قرأت أنه يمكن أن يكون العارض أبكم، فسألناه فأشار أنه أبكم، لكنه سيساعدها، وسيكشف لها الأسحار الموجودة في البيت بالإشارة، وهي عليها بالبحث، لم نصدقه، لكنه فعل ذلك -سبحان الله- وجدنا أشياء يتوقف عقل الإنسان عند رؤيتها، وأشار لها بوجود سحر في بطنها، لا نعلم هل هو مأكول أم مشروب؟
مرة وهي تُرقى أشار لها إلى علبة الذهب الخاص بها، ومن ثَمَّ أخذ قلادة ذهبية، فعندما لمستها صارت تبكي، وتتكلم كطفل صغير، وتقول هذا هو، هذا هو، ثم رمتها بقوة، وعند رجوعها لوعيها سألتُها ما بك يا أمي؟ بما شعرت؟ فقالت لي: إنها أحست أن هناك قوة أرادت أن تسحبني من رجلي ورأسي وبطني إلى داخل القلادة، وكاد عقلي أن يطير، أحسست أنني أصبحت طفلا صغيرا. وضعت القلادة بالماء المرقي والمسك الأسود. وأمي بقيت مداومة على رقية يدها، ولم تعد تتحرك، لكن العارض ما زال موجودا، فهي تشعر به بيديها، لكنه لا يتحرك.
الآن أصبحت رجلها اليسرى تتحرك مع إحساس بوجود ثقل أسفل الرجل. وأحيانا حركة في الفخذ، لكن ليس مع الرقية.
شيخنا الكريم: ماذا أفعل بالقلادة؟ وكيف أجعل أمي تستفرغ السحر الذي ببطنها؟ وكيف تتخلص مما يوجد برجلها اليسرى؟
أرجو المساعدة. جزاك الله خيرا، ووفقك، وسدد خطاك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه القلادة مال لأمك، تفعل بها ما شاءت، فإن شاءت باعتها، وإن شاءت تصدقت بها، وإن شاءت فعلت بها غير هذا.

وعلى أمك أن ترقي نفسها، وارقوها أنتم كذلك بالفاتحة، والمعوذات، وآية الكرسي، ونحو ذلك مما ورد.

فالرقية نافعة -إن شاء الله- من الأمراض كلها، ولتستمر أمك في مراجعة الأطباء، ففي مراجعتهم خير -إن شاء الله- وهو امتثال لوصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتداوي، ولو أكثرت من رقية نفسها بالفاتحة، وآية الكرسي، ونحو ذلك، وقرأته على ماء، وشربته، أو قرأه غيرها لها على ماء، وسقاها إياه، فيرجى أن يكون ذلك مخلصا مما في بطنها من السحر، وكذا مما في رجلها، أو أيِّ موضع آخر من جسدها.

والحاصل أن تخلص أمك مما تعانيه له طريقان لا ثالث لهما: مراجعة الأطباء، واستعمال الرقى النافعة، ولتصبر على ما أصابها، فإنه: من يرد الله به خيرا يصب منه. كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. نسأل الله لها الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني