الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: يا مَعْشَرَ المُسلِمِينَ شَمِّرُوا، فإِنَّ الأَمْرَ جَدٌّ...

السؤال

بارك الله فيكم ولكم.
أرجو الإفادة بخصوص صحة الحديث التالي: يا مَعْشَرَ المُسلِمِينَ شَمِّرُوا، فإِنَّ الأَمْرَ جَدٌّ، وتَأَهَّبُوا فإِنَّ الرَّحِيلَ قَرِيبٌ، وتَزَوَّدُوا فإِنَّ السَّفَرَ بَعِيدٌ، وخَفِّفُوا أَثْقَالَكُمْ، فإنَّ ورَاءَكُمْ عَقَبَةً كَئُودًا، لا يَقْطَعُهَا إِلا المُخَفِّفُونَ .إنَّ بين يَدَيِ الساعةِ أُمُورًا شُدُدًا، وأَهْوَالا عِظَامًا، وزمَانًا صَعْبًا، يَتَمَلَّكُ فيه الظَّلَمَةُ، ويَتَصَدَّرُ فِيهِ الفَسَقَةُ، فَيُضْطَهَدُ فِيهِ الآمِرُونَ بِالمَعْرُوفِ، ويُضَامُ النَّاهُونَ عنِ المُنْكَرِ، فأَعِدُّوا لذلِكَ الإيمانَ بِاللهِ، والجَئُوا إلى صالِحِ العملِ، وأَكْرِهُوا عليْه النُّفُوسَ، واصْبِرُوا على الضَّرَّاءِ؛ تُفْضُوا إلى النعِيمِ الدَّائِمِ.
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا وجود لهذا الكلام في شيء من كتب السنة ودواوينها، وقد ذكره ابن ودعان في كتابه "الأربعون الودعانية" من حديث أنس بن مالك مرفوعا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو كتاب أحاديثه موضوعة مكذوبة، وابنُ ودعان هذا وصفه الذهبي في «ميزان الاعتدال» (3/ 657) بقوله: صاحب تلك الأربعين ‌الودعانية الموضوعة، ذمه أبو طاهر السلفي، وأدركه، وسمع منه، وقال: هالك متهم بالكذب... قال السلفي: تبين لي حين تصفحت الأربعين له تخليط عظيم يدل على كذبه وتركيبه الأسانيد. اهــ.

وقال الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (5/ 306): وسئل ‌المزي عن الأربعين ‌الودعانية، فأجاب بما ملخصه: لا يصح منها على هذا النسق بهذه الأسانيد شيء، وإنما يصح منها ألفاظ يسيرة بأسانيد معروفة، يحتاج في تتبعها إلى فراغ، وهي مع ذلك مسروقة، سرقها ابن ودعان من زيد بن رفاعة، ويقال: زيد بن عبد الله بن مسعود بن رفاعة الهاشمي، وهو الذي وضع رسائل أحوال الضعفاء في ما يقال، وكان جاهلا بالحديث، وسرقها منه ابن ودعان، فركب بها أسانيد، فتارة يروي عن رجل عن شيخ ابن رفاعة، وتارة يدخل اثنين، وعامتهم مجهولون، ومنهم من يشك في وجوده. والحاصل أنها فضيحة مفتعلة، وكذبة مؤتفكة، وإن كان الكلام يقع فيها حسنا، ومواعظ بليغة، وليس لأحد أن ينسب كل مستحسن إلى الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- لأن كل ما قاله الرسول حسن، وليس كل حسن قاله الرسول. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني