الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بـ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِنا هذَا صَلاحًا.. وَنعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْم أَوَّلُهُ فَزَعُ..

السؤال

ما حكم الدعاء بأدعية لم ترد في القرآن والسنة، ولكنها لا تخالف شروط الدعاء، كهذا الدعاء المشهور: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِنا هذَا صَلاحًا، وَأَوْسَطَهُ فَلاحًا، وَآخِرَهُ نَجاحًا، وَنعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْم أَوَّلُهُ فَزَعُ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ"؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنقول ابتداء: إن الشطر الأول من هذا الدعاء ورد مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسند ضعيف، بلفظ: اللهم اجعل أول يومنا هذا صلاحًا، وأوسطه فلاحًا، وآخره نجاحًا، اللهم اجعل أوله رحمة، وأوسطه نعمة، وآخره تكرمة ومغفرة.

قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: أخرجه عبد بن حميد فِي الْمُنْتَخب، وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن أَوْفَى بالشطر الأول فَقَط، إِلَى قَوْله: «نجاحًا»، وَإِسْنَاده ضَعِيف. اهــ.

ورواه الطبراني في الدعاء بلفظ: اللهم اجعل أول هذا النهار وأوسطه فلاحًا، وآخره نجاحًا، أسألك خير الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني، وفيه فائد أبو الورقاء، وهو متروك. انتهى.

وأما الشطر الثاني منه: وَنعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْم أَوَّلُهُ فَزَعُ...، فلم نعثر عليه في شيء من كتب السنة.

وعلى كل؛ فلا مانع يمنع من الدعاء بهما؛ إذ لا يشترط في الدعاء أن يكون مأثورًا، وإن كان الدعاء بالمأثور أفضل.

وانظر الفتويين التاليتين: 265096، 141115، وكلتاهما عن الدعاء بغير المأثور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني