الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: فلان جيد في هذا الميدان، لكن لم يصل إلى المستوى

السؤال

هل قول: فلان جيد في هذا الميدان، لكن لم يصل إلى مستويات ذلك الميدان بعد. يعتبر غيبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن لم تكن لهذا القول مصلحة راجحة كنصيحة شخص ما يريد التعامل مع هذا المتحدث عنه، فلا ينبغي إطلاق مثل هذا الكلام.

ويخشى أن يكون من الغيبة المحرمة؛ إذ الغيبة -كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم- هي: ذكرك أخاك بما يكره. وهذا مما يكرهه الشخص المتحدث عنه.

فما لم تكن له مصلحة؛ فليجتنب، وقد كان السلف -رحمهم الله- يتحرزون في هذا الباب أشد التحرز، فلنا فيهم أسوة.

ومن ذلك ما ذكره أبو نعيم في الحلية عن طوف بن وهب، قال: دخلت على محمد بن سيرين، وقد اشتكيت، فقال: كأني أراك شاكيًا؟ قلت: أجل، قال: اذهب إلى فلان الطبيب، فاستوصفه، ثم قال: "اذهب إلى فلان، فإنه أطبُّ منه"، ثم قال: "أستغفر الله، أراني قد اغتبته". انتهى.

والسلامة لا يعدلها شيء، والأصل الجامع في هذا الباب أنه ما لم يترجح النطق على السكوت، فالسكوت أولى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرا، أو ليصمت. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني