الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تاب من النظر إلى المواقع المحرمة، فهل سيعاقب ويعذب؟

السؤال

عمري 17 سنة ملتزمة ومتدينة، وعندما أكون في خلوة أفتح على المواقع المحرمة، فهل هذا من زنى العين؟ أريد أن أتخلص من هذا الشيء، فإذا تبت توبة نصوحًا خالصة لوجه الله، فهل سوف أعاقب وأعذب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك حرصك على السير في طريق الاستقامة، ونسأل الله تعالى أن يعينك على الثبات على ذلك.

وإن كنت تقومين بالنظر من خلال هذه المواقع لصور محرمة -كصور العري، ونحو ذلك-؛ فهذا من النظر المحرم، ويعتبر من زنى العين، وراجعي الفتوى 26620.

والواجب عليك المبادرة للتوبة، وترك الدخول على هذه المواقع، والنظر للمحرمات، وراجعي شروط التوبة في الفتوى: 5450.

وإذا وفّقت إلى التوبة النصوح، قبل الله توبتك، وغفر ذنبك؛ فإنه سبحانه يتوب على من تاب، ولا يعذّبه، قال سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ويتوب الله على من تاب.

والتزامك بدينك، ومحافظتك على الصلاة، من أعظم ما يعينك على الاستقامة، واجتناب المحرمات.

وعليك باستشعار مراقبة الله لك، وأنه لا يخفى عليه من حالك شيء، وأن هنالك من ملائكته من يسجِّل عليك سيئاتك وحسناتك.

واحرصي أيضًا على الصحبة الصالحة، وملء فراغك بما ينفع من خير الدنيا والآخرة.

واتركي الانفراد، والخلوة بتلك الأجهزة التي يغريك الشيطان بدخول تلك المواقع الخبيثة من خلالها.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى: 12928، 1208، 10800.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني