الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى يُعتد بالصفرة والكدرة، ومتى لا يُعتد بها؟

السؤال

نويت صيام يوم من رمضان قبل أذان الفجر بساعتين؛ لأنني اعتقدت أنني أكملت الحيض، وعليَّ الصوم في ذلك اليوم، وعندما استيقظت بعد شروق الشمس بساعات قليلة مسحت بمنشفة، فوجدت كدرة صفراء برتقالية، فأفطرت عندها، ظنًّا مني أنني لم أطهر بعد، وأنني قد تسرعت لأنني في الأيام العادية إذا وجدت تلك الكدرة أنتظرها ساعات حتى تنتهي، ثم أغتسل. فهل كان يجوز لي الفطر؟ وماذا يجب عليَّ؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي -أختي الكريمة- بأن المرأة تعرف الطهر بإحدى علامتين. إما: الجفوف، أو القصة البيضاء، وانظري الفتوى: 133575.

وعلى هذا؛ فإن كنت رأيت علامة طهرك المعتادة: من جفوف تام للمحل، أو نزول القصة البيضاء، فلا تأثير لنزول الكدرة بعد ذلك؛ لأنها لا تعتبر حينئذ حيضا، ولا تضر الصيام، وفطرك من أجلها خطأ، لحديث أم عطية -رضي الله عنها-: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئًا. أخرجه أبو داود.

وأما لو كنت نويت الصيام قبل رؤية علامة طهرك المعتادة: فقد استعجلت، وكان عليك التحقق من الطهر، وبالتالي: فالكدرة حينئذ تعتبر حيضا، ولا يصح الصيام معها، وعليك أن تغتسلي بعد ذهابها، وتحقق الطهر: فإن النساء كن يبعثن إلى عائشة -رضي الله عنها- بالدُّرْجة فيها الكرسف، فيه الصفرة، فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني