الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاني من كثرة خروج الغازات مما أذهب الخشوع في صلاتها

السؤال

أنا أعاني من كثرة خروج الغازات في بعض أوقات الصلاة فأحيانا" أصلي بدون عناء وأحيانا" أخرى أصلي بمشقة عظيمة حتى ليكاد يخرج وقت الصلاة وأنا لم أصل بعد وهذا الأمر أذهب عني لذة الخشوع في الصلاة وجعلني أتكاسل النهوض من النوم للصلاة خوفا" من المشقة التي ستواجهني في الوضوء مع أنني كنت أختم القرآن الكريم كل عشرة أيام وأستغفر وأهلل وأكبر وأصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة كل يومولكني انتكست الآن بسبب ذهاب الخشوع في الصلاة وأشغلني هذا الأمر عن فعل كثير من الصالحات التي كنت أفعلها قبلا" ماذا أفعل دلوني فأنا أبحث الآن عن العلاج وأدعو الله عز وجل.وأحب أن أشكركم من كل قلبي على خدمتكم الرائعة هذه وأرجو أن يجعل الله عز وجل الجنة مثواكم وأشكر لكم جهودكم هذه وتواصلكم في العطاء جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله عز وجل: [وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ] (الحج: 78). وقال: [مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ] (المائدة: 6). وقال: [يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ] (البقرة: 185).

والقاعدة عند الفقهاء استنباطا من هذه النصوص أن المشقة تجلب التيسير، فإذا كان يأتي عليك وقت يتوقف فيه خروج الغازات توقفا تتمكنين معه من الإتيان بالطهارة والصلاة فيجب عليك تأخير الصلاة إلى هذا الوقت، وهذا ما لم تخافي خروج وقت الصلاة، فإن خفت خروج وقت الصلاة فتوضئي وبادري إلى الصلاة على كل حال.

أما إذا كان الخروج مستمرا بحيث لا تعلمين أنه سينقطع فترة معينة تتمكنين فيها من الطهارة وأداء الصلاة في وقتها فحكمه حكم سلس البول فتتوضئين للصلاة بعد دخول وقتها، وتصلين الفريضة وما شئت بعدها من نوافل، ولا يضرك خروج الريح، وإن خرجت أثناء الصلاة، ما لم يكن إخراجها عمدا.

وعلى المسلم أن يحذر من وسوسة الشيطان فإنه حريص على أن يوسوس للمسلم في أمور الطهارة والوضوء ليثقل عليه العبادة، فلينتبه لذلك.

وما حدث معك من ذهاب الخشوع في الصلاة وترك الأعمال الصالحة التي كنت تقومين بها من الاجتهاد في تلاوة القرآن والذكر هو من وسوسة إبليس ليحملك على ترك هذه الأعمال وليصدك عن سبيل الله، وقد نجح في تثقيل العبادة عليك وظفر بتركك للأعمال الصالحة فننصحك بالعودة إلى سابق عهدك مع كتاب الله عز وجل وذكره سبحانه، ولا يقف هذا الأمر حائلا دون عبادتك وعملك الصالح، فقد تبين لك من خلال ما ذكرنا سابقا بأن المشقة تجلب التيسير، وما يريد الله سبحانه لعباده الحرج والضيق، وإنما يريد سبحانه بهم اليسر والتخفيف، كما قال عز من قائل: [يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ] (النساء: 28). وابحثي عن علاج ما بك فإن الله تعالى ما أنزل داء إلا وجعل له دواءا، وأكثري من سؤال الله تعالى أن يعافيك ويشفيك.

نسأله سبحانه لنا ولك الثبات على الدين وأن ييسر لنا ولك سبل الهدى ويجنبنا الشيطان ووسوسته، إنه على ما يشاء قدير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني