الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحقيق المقال في أمر ذي القرنين

السؤال

تحية وبعد
من هو ذو القرنين, هل هو من الأنبياء أو من رجال الله، أو من يكون وفي أي زمان ومكان
لأنه مذكور في سوره الكهف 83-91 وأيضا قول منسوب إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( سمع رجل ينادى: يا ذا القرنين... فقال عمر: أفرغتم من أسماء الأنبياء فارتفعتم إلى أسماء الملائكة ...,
أرجو إجابتي على الاستفسار .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن خبر ذي القرنين لم يصح فيه غير ما ذكره الله تعالى في كتابه وقصه علينا من خبره في سورة الكهف في قوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا {الكهف: 83-84)..إلخ قصته ) وفي ذلك غنية وبغية، وأما ما أفاض فيه أهل التفسير والتاريخ في خبره فإنه مما يستأنس به ولا يمكن القطع بشيء منه، ومن ذلك ما ذكره البغوي في تفسيره ملخصا لما ذكره غيره فقال: واختلفوا في نبوته: فقال بعضهم: كان نبياً. وقال أبو الطفيل: سئل علي رضي الله عنه عن ذي القرنين أكان نبياً أم ملكاً ؟ قال: لم يكن نبياً ولا ملكاً، ولكن كان عبداً أحب الله وأحبه الله، ناصح الله فناصحه الله.... والأكثرون على أنه كان ملكاً عادلاً صالحاً . وذكر القرطبي في قول أنه كان على عهد إبراهيم أوقبله بقليل ونقل عن محمد ابن إسحاق قال: حدثني من يسوق الأحاديث عن الأعاجم فيما توارثوا من علم ذي القرنين أن ذا القرنين كان من أهل مصر اسمه مرزبان بن مردبة اليوناني من ولد يونان بن يافث بن نوح قال ابن هشام: واسمه الإسكندر وهو الذي بنى الإسكندرية فنسبت إليه. كما ذكر القرطبي أيضا القول المنسوب إلى عمر: تسميتم بأسماء النبيين فلم ترضوا حتى تسميتم بأسماء الملائكة، ونقل مثله عن علي ولم يحكم عليه، ولو صح لاحتمل أن من الملائكة من اسمه ذو القرنين لا أن ذا القرنين المذكور في القرآن ملك من الملائكة، وكما ذكرنا سابقا فإنه لم يصح في خبر ذي القرنين شيء يعتمد عليه لا في نسبه أو عهده غير ما جاء في كتاب الله تعالى، ولا ينبغي للمرء أن يتكلف طلب غير ذلك فيفني وقته وجهده فيما لا ينفعه في دنياه أو أخراه.

والله أعلم


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني