بادر بالتوبة والعمل الصالح ولا تيأس من رحمة الله

4-10-2001 | إسلام ويب

السؤال:
أنا وقعت في أعمال محرمة شربت وسرقت من المساجد ومن البيوت وأدخن ووالدي غاضبان علي وكانوا يدفعون لي رسوم الجامعة وأصرفها وأعمل العادة السرية وقد أفسدت كثيرا فما العمل؟ملاحظه: كنت من رواد المساجد وملتزماً وكنت أحفظ13جزءا من القرآن. اللهم اغفر لنا ولكم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإننا نوصيك بتقوى الله سبحانه وتعالى والتوبة النصوح وعدم اليأس من رحمة الله، قال ‏تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ ‏الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53]‏
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ ‏سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ‏مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى ‏كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التحريم:8]‏
فدلت هذه الآية على وجوب التوبة النصوح الصادقة ( المشتملة على شروطها).
كما ‏نذكرك بأن الله سبحانه يفرح بتوبة عبده كما جاء في الحديث:" لله أشد فرحاً بتوبة عبده ‏من أحدكم وقد أضل راحلته بأرض فلاة". ‏
وقال الله تعالى في الحديث القدسي: ( يا أبن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ‏على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا ‏تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه الترمذي وقال: حديث حسن. قال الإمام ابن ‏رجب الحنبلي: وقوله: ( إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ‏أبالي) يعني: على كثرة ذنوبك وخطاياك، ولا يتعاظمني ذلك ولا أستكثره) ومما يكفر ‏الذنوب الإكثار من الأعمال الصالحة كما قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ ‏اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) (هود:114)‏.
وقال صلى الله عليه وسلم: " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس ‏بخلق حسن"‏.
وأهم هذه الأعمال: المحافظة على الفرائض من الصلاة والصوم…إلخ واجتناب الكبائر ‏والمحرمات كالزنا، وشرب الخمر، والسرقة…إلخ ومما يعين على ذلك تغيير البيئة والمكان ‏والانتقال إلى بيئة صالحة واتخاذ رفقة صالحة تدلك على الخير وتعينك عليه، ولا يخفى أثر ‏الرفقة على الفرد والمجتمع وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء على دين خليله ‏فلينظر أحدكم من يخالل أو من يصاحب".‏
فحافظ على المسجد كما كنت سابقاً، وراجع حفظك للقرآن الكريم، وتعلم العلم ‏الشرعي النافع، وبادر بالتوبة قبل حلول الأجل، وأخلص النية في ذلك نسأل الله لك ‏التوفيق، وقد سبقت أجوبة مفصلة عن العادة السرية، وعن التوبة نحليك على بعضها ‏للفائدة وعدم التكرار ، راجع رقم: 7170 4603
والله أعلم.‏

www.islamweb.net