ما يشرع فعله عند الوفاة وبعدها، وما لا يشرع

4-4-2002 | إسلام ويب

السؤال:
ما هي الوصية الشرعية وما نعمله عند وفاة شخص ما؟ وما هي العادات الخاطئة التي يجب ألا نفعلها والتي تتعارض مع الإسلام؟ شكراً

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد سبق تعريف الوصية في الفتوى: 12382 وأما ما يشرع فعله عند وفاة الشخص فهو كالتالي:
وأما ما يشرع فعله عند وفاة الشخص فهو كالتالي:
1-أن يذكره بالصبر على البلاء، وعدم تمني الموت بسبب ما هو فيه من الشدة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني ما كانت الوفاة خيراً لي " رواه البخاري .
2-أن يذكره بحسن الظن بالله تعالى وهو الطمع في رحمته تعالى، وإن كثرت ذنوبه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث: " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى " رواه مسلم .
3-إذا حصل من المريض أنين فيه معنى الضجر وعدم الرضا بقضاء الله تعالى، ذكره بأن ذلك مما ينبغي تركه، لما فيه من شكوى الله تعالى إلى عباده، وقد كره ذلك بعض أهل العلم.
4-مساعدة المريض على أداء الصلاة مهما كانت حاله، وتعليمه كيفية التيمم، وصورة الجمع بين الصلوات إذا شق عليه المرض، وأصبح معذوراً غير قادر على الإتيان بالصلاة في وقتها.
5-أن ينفس له في الأجل ولا ييأسه من الشفاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل فإن ذلك لا يرد شيئاً، وهو يطيب المريض " رواه الترمذي وقال: غريب، والحديث فيه ضعف، إلا أنه صحيح المعنى.
6-أن يقرأ عند رأسه سورة (يس) فقد ورد ذلك بسند فيه ضعف، لكن يعضده ما ورد عن بعض التابعين، ومنهم: صفوان بن عمرو و صالح بن شريح الكوفي و عبس بن المعتمد فيما رواه أحمد في مسنده بسند صحيح.
7-ينبغي على الحاضرين توجيه المحتضر جهة القبلة فإن ذلك مستحب، لقوله صلى الله عليه سلم: " قبلتكم أحياء وأمواتاً ". يعني الكعبة. رواه أبو داود و النسائي وهو حديث حسن، وتوجيهه إلى القبلة يتم بجعل رجليه اتجاهها وهو مستلق على ظهره ويرفع صدره للقبلة.
8-أن يلقنوا المحتضر: (لا إله إلا الله) لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوماً من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه " رواه ابن حبان وهو صحيح. وكيفية ذلك أن يذكر عنده (لا إله إلا الله) حتى ينطق بها. وقد استحب العلماء أن لا يكررها أكثر من ثلاث مرات فإن نطق بها سكت عنه، وإلا انتظر قليلاً ثم يعيد عليه، وذلك لئلا يضجر المحتضر فينطق بكلام سيئ، فإن نطق بها ثم تكلم بكلام بعدها فينبغي تلقينها له مرة أخرى لتكون آخر كلامه من الدنيا، لما ورد عن عبد الله بن المبارك أنهم لقنوه فأكثروا عليه، فقال لهم: (إذا قلت مرة فأنا على ذلك ما لم أتكلم بكلام) أورده الحافظ في الفتح .
والأفضل أن يلقنها له من يحبه.
9-إذا تيقن الحاضرون موت المحتضر، تولى أرفق أهله به إغماض عينيه، لقول أم سلمة رضي الله عنها: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر. رواه مسلم .
وذكر العلماء أنه يكره أن تغمضه الحائض والنفساء والجنب، ويقول مغمضه: (باسم الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم يسر عليه أمره، وسهل عليه ما بعده، وأسعده بلقائك، واجعل ما خرج إليه خيراً مما خرج منه).
10-أن يشد لحييه بعصابة عريضة من أسفل الذقن وتربط من أعلى الرأس، لأنه لو ترك مفتوح العينين والفم متى يبرد بقي مفتوحهما فيقبح منظره، ولا يؤمن دخول الهوام فيه والماء في وقت غسله.
11-استحب الفقهاء أن يتولى بعض أهله تليين مفاصله، ورد ذراعيه إلى عضديه ثم يمدهما، ويرد أصابع يديه إلى كفيه، ثم يمدهما، ويرد فخذيه إلى بطنه، وساقيه إلى فخذيه ثم يمدهما.
12-أن يدعو له بخير، لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته المهديين، واخلف في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه." رواه مسلم .
13-أن يغطوه ويضعوا بجواره شيئاً طيب الرائحة ليخفي ما عساه أن يخرج منه من روائح كريهة.
14-ويجوز للحاضرين وغيرهم كشف وجه الميت وتقبيله، والبكاء عليه ثلاثة أيام بكاء خالياً من الصراخ والنواح، فعن جابر رضي الله عنه قال: (أصيب أبي يوم أحد فجعلت أبكي، فجعلوا ينهوني ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة تبكي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه " متفق عليه.
15-أن يعجلوا بتجهيزه ودفنه لورود السنة بذلك.
16-ويستحب إعلام جيران الميت وأصدقائه حتى يؤدوا حقه بالصلاة عليه والدعاء له، روى سعيد بن منصور عن النخعي أنه قال: لا بأس إذا مات الرجل أن يؤذن صديقه وأصحابه.
17-الجلوس عند قبره: قال الإمام الطحطاوي : إذا فرغوا من دفن الميت يستحب الجلوس عند قبره بقدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: (إذا دفنتموني فشنوا علي التراب شناً، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وانظر ماذا أراجع به رسل ربي) رواه مسلم .
18-التلقين بعد الدفن: ظاهر الرواية عند الحنفية يقتضي النهي عنه، وبه قالت المالكية، فقد ذهبوا إلى أن التلقين بعد الدفن مكروه، وإنما يندب حال الاحتضار فقط، واستحبه الشافعية والحنابلة بعد الدفن.
19-استحباب التعزية: ويستحب التعزية للرجال والنساء اللاتي لا يفتن، لقوله صلى الله عليه وسلم: " من عزى أخاه في مصيبة كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة " رواه ابن ماجه .
20- صنع الطعام لأهل الميت، وكراهته منهم للناس. فعن عبد الله بن جعفر قال: (لما نعي جعفر حين قتل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم " رواه الخمسة إلا النسائي.
وأما العادات السيئة التي يجب أن يتجنبها أهل الميت والمشيعون فهي كثيرة، ومنها: النياحة على الميت بذكر مفاخره وأمواله ونسبه وغير ذلك من أمور الجاهلية، ومنها: إقامة السرادقات التي انتشرت في بعض البلاد، ومنها: أن يصنع أهل الميت طعاماً يسمى عشاء الميت أو نحو ذلك يدعى إليه الناس، ومنها: أن يتبع النساء الجنازة، ومنها: رفع الصوت عند حمل الجنازة. وقد سبق الإشارة إلى شيء من ذلك أثناء الحديث عن ما يسن للحاضرين فعله عند موت المحتضر، ومن الكتب النافعة في بيان بدع الجنائز كتاب أحكام الجنائز للألباني يرحمه الله.
والله تعالى أعلم.

www.islamweb.net