تبوأت المرأة في الإسلام المكانة السامية

9-5-2002 | إسلام ويب

السؤال:
كيف كرم الإسلام المرأة؟

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالحقيقة التي لا يشك فيها منصف هي أن الإسلام وضع المرأة في موضعها اللائق بها كما هو شأنه في كل ما جاء به من هداية، لأنه تنزيل من حكيم حميد، فصحح كثيراً من الأفكار الخاطئة التي كانت مأخوذة عنها في الفلسفات القديمة، وفي كلام من ينتمون إلى الأديان، ورد لها اعتبارها، وكرمها غاية التكريم.
فقد كرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها إنسانا.
وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها أنثى.
وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها بنتاً.
وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها زوجة.
وكرم الإسلام المرأة وأنصفها وحماها أماً.
يقول الشيخ القرضاوي يحفظه الله: " كرم الإسلام المرأة إنساناُ حين اعتبرها مكلفة مسؤولة كاملة المسؤولية والأهلية كالرجل مجزية بالثواب والعقاب مثله، حتى إن أول تكليف إلهي صدر للإنسان كان للرجل والمرأة جميعاً، حيث قال الله للإنسان الأول: آدم وزوجة(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) [ البقرة : 35].
ومما يذكر هنا: أن الإسلام ليس في شيء من نصوصه الثابتة في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة نص يحمل المرأة تبعة إخراج آدم من الجنة وشقاء ذريته من بعده كما جاء ذلك في ( أسفار العهد القديم )، بل القرآن يؤكد أن آدم هو المسؤول الأول(وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) [ طه: 115]،(وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى *ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) [طه: 121-122].انتهى كلام الشيخ القرضاوي
ومن مظاهر التكريم للمرأة في الإسلام مايلي :
1- أنها قسيمة الرجل، لها ما له من الحقوق، وعليها أيضاً من الواجبات ما يلائم فطرتها وتكوينها، وعلى الرجل بما اختص به من شرف الرجولة وقوة الجلد أن يلي رياستها فهو بذلك وليها، يحوطها بقوته، ويذود عنها بدمه، وينفق عليها من كسب يده.
قال الله تعالى(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) [البقرة :228]، تلك هي درجة الرعاية والحياطة، لا يتجاوزها إلى قهر النفس وجحود الحق.
2- المساواة في الإنسانية:
فالنساء والرجال في الإنسانية سواء، قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما النساء شقائق الرجال" رواه أحمد و أبو داود وصححه الشيخ أحمد شاكر و الألباني .
3- المساواة في المسئولية المدنية في الحقوق المادية الخاصة:                  
أكد الإسلام احترام شخصية المرأة المعنوية، وسواها بالرجل في أهلية الوجوب والأداء، وأثبت لها حقها في التصرف ومباشرة جميع العقود كحق البيع، وحق الشراء وما إلى ذلك، وكل هذه الحقوق المدنية واجبة النفاذ، وللمرأة حرية التصرف في هذه الأمور بالشكل الذي تريده، دون أية قيود تقيد حريتها في التصرف، سوى القيد الذي يقيد الرجل نفسه فيها، ألا وهو قيد المبدأ العام، أن لا تصدم الحرية بالحق أو الخير.
قال تبارك وتعالى(لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْن) [النساء:32]، وجعل لها حق الميراث فقال تعالى(لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) [النساء:37].
والمرأة في تلك الحقوق شأنها أمام الشرع شأن الرجل تماما إذا أحسنت أو أساءت، قال جل وعلا(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [المائدة: 38].
4- ومن مظاهر هذا التكريم رفق الإسلام ورحمته بالنساء، فحرم قتل النساء في الحروب، وأمر بمباشرةالحائض ومواكلتها، وقد كان اليهود ينهون عن ذلك ويحتقرونها ويبتعدون عنها ولا يواكلونها حتى تطهر.
وحظيت المرأة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجمل تكريم حينما جعل النبي صلى الله عليه وسلم خير المؤمنين الذي يعامل أهله بكل معروف وخير، حيث قال "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح.
ولما ضربت امرأة على عهده غضب من ذلك، فعن عبد الله بن زمعة قال "وعظ النبي صلى الله عليه وسلم في النساء فقال: يضرب أحدكم امرأته ضرب العبد ثم يعانقها آخر النهار" رواه البخاري .
ولما جاءت نساء يشكون أزواجهن! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم" رواه أبو داود .
وأما حياتة صلى الله عليه وسلم مع نسائه وإحسانه إليهن في بيته فقد كانت المثل الأعلى في المودة والموادعة واجتناب هجر الكلام ومره. ومن مظاهر التكريم في الإسلام للمرأة حفظ كرامتها وعدم خدش إحساسها ومشاعرها فمن ذلك :
أ- صون اللسان عن رميها بالعيوب التي تكره أن تعاب بها، سواء أكانت خلقية لا تملك من أمر تغييرها شيئاً كدمامة أو قصر، أم كانت خلقية لها دخل فيها كتباطؤ في إنجاز العمل، قال صلى الله عليه وسلم "ولا تضرب الوجه ولا تقبح" رواه أبو داود بإسناد حسن.
قال المنذري يرحمه الله : أي لا تسمعها المكروه ولا تشتمها ولا تقل قبحك الله.
ب- لا ينبغي الاشمئزاز وإظهار النفور منها، ولتكن النظرة إليها بعينين لا بعين واحدة، فكما أن فيها عيوباً فإن فيها محاسن ينبغي ألا تغفل وتنسى، قال تعالى(فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء:19]، وقال صلى الله عليه وسلم "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" رواه مسلم .
ج- عدم ذكر محاسن غيرها من النساء أمامها بقصد إغاظتها؛ إلا إذا كان بقصد تأديبها وتوجيهها، تقول عائشة رضي الله عنها "ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها .... الحديث"
ومن الكتب النافعة في ذلك الباب كتاب عودة الحجاب للشيخ محمد إسماعيل المقدم -حفظه الله- فننصح بقراءته.
والله أعلم.

www.islamweb.net