تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا...)

4-7-2002 | إسلام ويب

السؤال:
ما تفسير الآيات من سورة سبأ الآية 51 حتى الآية 54؟ وهل ستقع في الآخرة أم في الدنيا؟ وإذا كان في الآخرة، فما معنى قوله تعالى: ويقذفون بالغيب من مكان بعيد؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

يقول تبارك وتعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ [سبأ :51]. أي: ولو ترى يا محمد إذ فزع هؤلاء المكذبون يوم القيامة ولا مفر لهم، ولا ملجأ، بل يؤخذون لأول وهلة من مكان قريب من قبورهم التي بعثوا منها: وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ. أي: يقولون يوم القيامة آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله: وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ [سـبأ:52]. التناوش: التناول، والمقصود هنا من الاستفهام هو استبعاد قبول الله إيمانهم في يوم القيامة، لأنها دار جزاء لا دار اختبار وابتلاء، والمقصود بالمكان البعيد هنا: الدنيا، لأنها الدار التي يقبل الله فيها الإيمان، وقد بعدت عنهم، فبعد معها إمكان قبول الله توبتهم: وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ [سـبأ:53]، أي: كيف يحصل لهم الإيمان في الآخرة، وقد كفروا بالحق في الدنيا وكذبوا الرسل؟: وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ [سـبأ:53]، أي: يقولون تخميناً وظناً: لا بعث ولا جنة ولا نار، ويقولون عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: شاعر تارة، وساحر تارة، وكاهن تارة، كل ذلك بمجرد الظن: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ [سـبأ:54]، أي: حيل بينهم وبين لذات الدنيا شهواتها، وحيل بينهم وبين التوبة إذ لا يقبلها الله بعد الموت: كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْل [سـبأ:54]، أي: كما فعل الله بالأمم السابقة لما كذبوا الرسل: إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ [سـبأ:54]، أي: كانوا في الدنيا في شك وريبة، فلهذا لم يتقبل الله منهم الإيمان عند معاينة العذاب.

والله أعلم.

www.islamweb.net