حكم عمل المرأة في صيدلية ومعها رجال أجانب وهي غير منتقبة

18-4-2013 | إسلام ويب

السؤال:
آسفة على أسئلتي المتكررة، ولكن ‏لدي ثقة كبيرة بموقعكم الجيد.
أنا أعمل صيدلانية في إحدى الدول ‏العربية، ويوجد معي بالصيدلية ‏رجال، ومنهم غير المسلم، وأنا أرتدي ‏ملابس محتشمة، ولكن لا أرتدي ‏النقاب، مع العلم أني أعمل فقط في ‏المجمعات الطبية وليس في صيدليات ‏عامة، بمعنى أنه توجد ممرضات ‏نساء، وطبيبات في المكان ويأتين ‏كثيرا وفي كل وقت إلى الصيدلية، ‏وزوجي يرحب ولا يرى مانعا، ‏بالعكس هو يرى أن مجال عملي جيد، ‏وبه مساعدة للمرضى. فأشعر ‏بالرضا عندما يأتيني الأطفال والنساء ‏المسلمات لأخذ المشورة مني، ‏ولكنني أخشى من تعاملي مع ‏المرضى غير المسلمين، فلا أعلم هل ‏أؤجر على نصحهم أيضا أم لا؟
‏ فهل عملي هذا جيد؟ وإن كان العمل ‏في أصله حلالا مع وجود رجال ‏وكوني لا أرتدي النقاب هل يؤثر في ‏كون المال حلالا؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

    فنشكرك على ثقتك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا دائما عند حسن ظنك، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل. إن ربنا قريب مجيب. 

  واعلمي أن وجود الرجال والنساء في مكان واحد مع التمايز، لا يعتبر اختلاطا محرما؛ وراجعي في ضابط الاختلاط المحرم الفتوى رقم: 116673.

فإذا لم يكن في عملك مثل هذا النوع من الاختلاط أو الخلوة المحرمة، فلا حرج عليك فيه. والواجب عليك تجنب كل ما يمكن أن يؤدي إلى الفتنة. وتغطية الوجه واجبة على الراجح من أقوال الفقهاء، وسبق لنا بيان ذلك بأدلته بالفتوى رقم: 4470.

  وإذا كان أصل العمل مباحا، كان المال المكتسب منه حلالا، ولو صحب هذا العمل ارتكاب شيء من المحرمات كالاختلاط ونحوه؛ لأن هذا المال في مقابل عمل مباح. وانظري الفتوى رقم: 53418.

  والإحسان إلى المرضى قربة عظيمة يؤجر عليه صاحبه، ولا فرق في ذلك بين أن يكون المريض مسلما أم كافرا، فقد رخص الشرع في الإحسان إلى الكافر المسالم، قال تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة:8}، وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  في كل كبد رطبة أجر.

 والله أعلم.

www.islamweb.net