التوفيق بين قوله تعالى (فلنسألن الذين...) و (فيومئذ لا يسأل...)

27-8-2002 | إسلام ويب

السؤال:
قال تعالي في سورة الأعراف: فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين.
وقال في سورة الرحمن: فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان.
أعلم أنه لا تعارض، ولكني أرجو توضيحًا لما هو ظاهر من تعارض بين الآيتين؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا ريب ولا شك أن الله -سبحانه- سيسأل عباده عما عملوا وفعلوا، فهو القائل: فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف:6]. وقال سبحانه: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ [الصافات:24]. وقال سبحانه: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الحجر:92-93].

لكن السؤال ضربان: سؤال استعلام، وسؤال توبيخ.

وسؤال الله لخلقه يوم القيامة -قطعاً- ليس سؤال استعلام واستخبار وتثبت فيما لا يعلمه، فهذا غير جائز أن يوصف به الله -سبحانه-، فهو العليم بكل شيء، وهو الذي علم أفعال خلقه قبل كونها، وحال كونها، وبعد كونها، وإنما يسألهم سؤال توبيخ وتقريع.

وسؤال الاستخبار والاستعلام هو المنفي في قوله سبحانه: فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ [الرحمن:39].
وقوله سبحانه: وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ [القصص:78].

فبان من ما ذكرنا أن السؤال المثبت في آية الأعراف وما شاكلها غير السؤال المنفي في القصص والرحمن ونحوها.

والله أعلم.

www.islamweb.net