طلبت الأم من ابنتها إغلاق الجوال والنوم فتأخرت البنت قليلا فهل ذلك من العقوق؟

2-4-2014 | إسلام ويب

السؤال:
إذا كنت ممسكة هاتفي، وأثناء مرور أمي - وكانت داخلة لتنام – طلبت مني أن أغلق الجوال، وأن أنام، وقالت لي بأني بذلك أضيع وقتي، فقلت لها: حاضر، واستمررت حينها، وبقيت ممسكة الهاتف إلى أن انتهيت، وأغلقته ونمت، فهل ذلك يعد من العقوق؟ وأسألكم الدعاء لي بالهداية.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يرزقك بر الوالدين ورضاهما.

واعلمي أنه من الواجب على المرء طاعة والديه، وامتثال أمرهما؛ لأن الطاعة من الإحسان، وقد قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء:23}، و نقل ابن ‏حزم في المراتب الإجماع على وجوب برهما.

‏والبرّ ضد العقوق، فحيث وجبت طاعة الوالدين كان عصيان أمرهما من العقوق المحرم، قال ابن ‏الأثير في النهاية: البِرُّ ‏بالكسر الإحسان، ومنه ‏الحديث في بر الوالدين: وهو في حقهما وحق ‏الأقربين من الأهل ضد العقوق: وهو الإساءة إليهم، ‏والتضييع لحقهم.

والأصل في الواجبات أن تكون على الفور ما لم يوجد دليل بعكس ذلك.

لكن هذا الوجوب مقيد بخمسة شروط: ‏
‏1/ القدرة على الامتثال؛ لقول الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}.
‏2/ أن لا تكون هناك قرائن تصرف الأمر عن الإلزام، والإجبار إلى مجرد الإرشاد والتوجيه.‏
‏3/ أن تدل قرائن الحال على أن أمرهما على الفور لا التراخي، فإن كان على التراخي فلا عصيان بترك الامتثال مباشرة.
‏4/ ألا يكون المأمور به معصية؛ لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.‏
‏5/ ألا يلزم من امتثال أمرهما ضرر على الولد، أو فوات ضرورة؛ لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. ‏ولأن الضرورات تبيح المحظورات.‏

وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية الشرطين بقوله: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية، وإن كانا فاسقين، ‏وهو ظاهر ‏إطلاق أحمد، وهذا فيما فيه منفعة لهما، ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب، وإلا فلا.

فإذا تقرر ما سبق:‏
فإذا أمرتِ الأم ابنتها بإغلاق الجوال والنوم مباشرة أمرًا إلزاميًا، فتمادت البنت في المحادثة بغير ضرورة، فهذا من العقوق ‏المحرم، فتجب عليها التوبة، والندم، وطلب السماح من الوالدة.

والله أعلم.‏

www.islamweb.net