الفلسفة الغربية بشقيها القديم والحديث

11-1-2015 | إسلام ويب

السؤال:
هل الفلسفة الغربية قدمت للإنسان تصورات حقيقية عن الوجود؟ وهل ترى نقل الحضارة الغربية بكاملها إلى الشرق لأجل الإصلاح؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنظن أن السائل يعني الفلسفة الغربية الحديثة لا التقليدية القديمة التي قامت على آراء أفلاطون وأرسطو وأشباههما من فلاسفة اليونان، وعلى أية حال فلم يقدم أي منهما تصورا صحيحا ولا قريبا من الصحيح عن الوجود، لا من حيث المبدأ، ولا من حيث الغاية! أما القديمة: فيكفي أن نرجع إلى كتب أهل العلم التي تناولتها بالنقد والتزييف، وخاصة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، ولاسيما هذه الكتب الخمسة: درء تعارض العقل والنقل، وبغية المرتاد، وبيان تلبيس الجهمية والنبوات، والصفدية.
وأما الفلسفة الغربية الحديثة: فقد امتازت بوجه آخر من الضلال، بسبب ظروف نشأتها في عصر نهضة أوربا، حيث كانت آراء رجال الكنيسة بما فيها من خبال وضلالة، وجهل وجهالة، هي المعبرة على الدين والوحي الإلهي!! فقام الصراع بين هذه الآراء والتصورات الخاطئة كممثل عن الدين، وبين نتائج العلم الحديث القائم على العقل المتحرر والمنهج التجريبي والعلة والنقد، فانتهى هذا الصراع بقيام مبادئ لدين جديد سمي تمويها بالعلمانية حينا، وبالحداثة حينا! ويمكنك الرجوع في تفصيل ذلك لكتاب الأستاذ الدكتور محمد الجليند: الوحي والإنسان، قراءة معرفية ـ وكتاب الدكتور سفر الحوالي: العلمانية نشأتها وتطورها ـ كما يمكن الاستفادة من كتاب: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، من فصل: فلسفات ولدت في كنف الحضارة الغربية ومتأثرة بالنصرانية ـ وفصل: المذاهب الفلسفية والمدارس الأدبية ـ وراجع للفائدة الفتوى رقم: 154193.
وعلى أية حال، فمجال عملنا هنا لا يسمح لنا بالتوسع في تناول قضية السؤال بالشكل المطلوب، ولذلك نحيل السائل على كتاب مهم وجدير بالقراءة، وهو كتاب: السلفية بين العقيدة الإسلامية والفلسفة الغربية ـ لفضيلة الأستاذ الدكتور حلمي مراد، ولمزيد الفائدة عن الموضوع يمكن الرجوع إلى كتاب: الإسلام والحضارة الغربية ـ للأستاذ الدكتور محمد محمد حسين، وهذا كله يفيد في الجواب عن الشطر الثاني من السؤال. 

وعليه؛ فإن كان المقصود بالشرق بلاد المسلمين فلا يصح ولا يجوز السعي لنقل الحضارة الغربية بكاملها إلينا، وأما تمييز النافع من الضار، والصحيح من السقيم والحسن من القبيح، من نتاج هذه الحضارة للاستفادة من الأول والتحرز من الثاني، فهذا لا حرج فيه، بل هو مطلوب ومهم، والحكمة ضالة المؤمن، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 122383.
والله أعلم.

www.islamweb.net