حكم دفع الابن جزءا من تكاليف علاج أبيه إن كان دفعها كلها يجحف بماله

25-11-2015 | إسلام ويب

السؤال:
يا شيخ، أنا مغترب، وبعد عدة سنوات في الغربة أخبرت أبي أن معي مبلغًا من المال أريد أن أشتري به محلًّا ليكون مشروعًا، لا سيما أن عندي 3 بنات، وليس لي أي عمل في بلدي، ولا معاش، فما كان منه ومن أمي إلا أن قالا: إن أباك مريض، ويريد الذهاب للمستشفى. فوافقتهما، وفوجئت بأنهما ذهبا إلى أغلى مستشفى في البلد، مع علمهم بأن هذا مستشفى استثماري، وجلس أبي في غرفة 5 نجوم -كما يقولون-. وبعد عشرات التحاليل والأشعات قال الدكتور: إنه سليم، وما به شيء إلا نقص في بعض المعادن. وكتبوا له الخروج من المستشفى.بعدها فوجئت بقولهم: رفضنا الخروج من المستشفى لأننا نخاف أن يتعب أو يحصل له شيء. وجلس في المستشفى شهرًا ونصف الشهر، بعدها طلب مني كل المبلغ الذي ادخرته من عملي، فقط ترك لي ما يكفي طعامي أنا وزوجتي وبناتي، ويقول: أنت ومالك لأبيك. فهل يجوز ما فعله بي؟ وهل عليّ إثم إذا قلت لهم: سأدفع ثلثي المبلغ فقط؟ لا سيما أن لي أخًا آخر لديه مال، وهو أيضًا من أشار عليهم بهذا المستشفى، وأصر على بقاء الوالد فيه طيلة هذه المدة بدون أي داعٍ.أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالجمهور على أن الأب إذا كان في كفاية فلا يحق له أن يأخذ شيئًا من مال ولده بغير رضاه، خلافًا للحنابلة الذين يرون أن للأب أن يأخذ من مال ولده ولو من غير حاجة، لكن بشرط ألا يجحف بمال الولد، وإذا كان على الوالد دَين لم يجب على ولده قضاؤه إلا أن يتبرع بذلك إحسانًا، وراجع الفتوى رقم: 101301.

فإن كان الحال كما ذكرت؛ فلا يلزمك أن تدفع لأبيك كلّ ما ادخرته؛ لما في ذلك من الإجحاف بمالك.

وعليه؛ فلا حرج عليك إذا أعطيته ثلثي المبلغ ولم تعطه كله، وانظر الفتوى رقم: 104517.

والله أعلم.

www.islamweb.net