علاج الوساوس بالإعراض عنها وعدم الاسترسال معها

28-12-2016 | إسلام ويب

السؤال:
أعاني من الوساوس في الدِّين منذ ست سنوات، ودائمًا تأتيني في سب الله ـ والعياذ بالله ـ ولكنني أجاهدها، وأصدها، وأستعيذ بالله منها، لكنها مستمرة معي، مع العلم أنني أدعو بدعاء طويل، وأثناء الدعاء تأتيني، وأصبحت الشهادة والاستغفار ملازمين لي طوال اليوم، ووسوست لي نفسي أن هذا سببه أن الذي كنت أخاف منه قد حدث، وهو الخروج عن ملة الإسلام ـ والعياذ بالله ـ وأنه قنوط -وحاشا لله- فهل عدم استغفاري بعد الوسواس مؤاخذ عليه؟ وهل يجب الاغتسال أم التشهد فقط؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا كله من أثر الوسوسة التي يقع صاحبها في الحرج متى ما فتش عنها وتبع أثرها، وعلاج ذلك لا يكون إلا بالإعراض التام عنها، والوقوف على النصوص النبوية في رفع الحرج عن صاحبها، بل والنص على أن كرهه لها، ونفوره منها، يدل على صحة إيمانه، كما جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.

قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلًا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالًا محققًا، وانتفت عنه الريبة، والشكوك. اهـ.

وهذا هو حال السائل، حيث يقول: وسوست لي نفسي أن هذا سببه أن الذي كنت أخاف منه قد حدث، وهو الخروج عن ملة الاسلام -والعياذ بالله-، وأنه قنوط ـ وحاشا لله ـ أن يكون كذلك... وبذلك يتبين للسائل أنه ما زال مسلمًا -بفضل الله-، فلا يجب عليه اغتسال، أو تشهد ليعود إلى الإسلام، فإنه لم يخرج منه أصلًا، وإنه لا يؤاخذ بعدم استغفاره بعد الوسواس، بل إن هذا هو عين المطلوب ـ أعني ترك الاستغفار ـ طالما وقع في نفسه أنه يستغفر من وقوعه في الكفر، أو الردة، أو نحو ذلك من آثار الوسوسة.

وأخيرًا، فإننا نوصي السائل، ونشدد عليه في الرفق بنفسه بعدم الاسترسال مع الوسوسة، وإهمالها، والإعراض التام عنها.  

والله أعلم.

www.islamweb.net