التوفيق بين قوله تعالى: وكنتم على شفا حفرة.. وقوله: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا

5-10-2017 | إسلام ويب

السؤال:
كل الشكر والتقدير لموقع وأعضاء إسلام ويب، على المعلومات القيمة، والمجهودات المبذولة.
سؤال لطالما حيرني، ولتقوية إيماني كمسلم أردت استشارة أهل العلم. يقول الله في آل عمران: 103 بسم الله الرحمن الرحيم (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقدكم منها).
ويفسر أهل العلم ذلك بأنهم لو ماتوا لكانوا في النار. ويقول الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء).
السؤال: أين الجمع بين الآيتين الكريمتين إن كان الله لا يعذب من لم يبعث فيهم رسولا. فكيف كانوا سيدخلون النار؟
أرجو الرد مع كل احتراماتي لكم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد بين التوفيق بين الآيتين، العلامة الشيخ الأمين الشنقيطي، في دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، فقال: قوله تعالى: وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها.هذه الآية الكريمة تدل على أن الأنصار ما كان بينهم وبين النار إلا أن يموتوا، مع أنهم كانوا أهل فترة، والله تعالى يقول: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا [17 15] .ويقول: رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل الآية [4 165] ، وقد بين تعالى هذه الحجة بقوله في سورة «طه»: ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى [20 134] . والآيات بمثل هذا كثيرة.
والذي يظهر في الجواب، -والله تعالى أعلم-: أنه برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، لم يبق عذر لأحد، فكل من لم يؤمن به، فليس بينه وبين النار إلا أن يموت. كما بينه تعالى بقوله: ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده. الآية [11 17].

 وما أجاب به بعضهم من أن عندهم بقية من إنذار الرسل الماضين، تلزمهم بها الحجة فهو جواب باطل، لأن نصوص القرآن مصرحة بأنهم لم يأتهم نذير؛ كقوله تعالى: لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم [36 6].
وقوله: أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك.. الآية [32 3].
وقوله: وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك [28 46].
وقوله: يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير... الآية [5 19]. وقوله تعالى: وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير [34 44]. اهـ.

والله أعلم.

www.islamweb.net