مسؤولية مشرف مجموعة الواتساب عما يحدث في مجموعته

26-10-2017 | إسلام ويب

السؤال:
لديّ العديد من مجموعات الواتساب، وأنا مشارك فيها، ويحدث في المجموعة الغيبة من أشخاص لأشخاص آخرين، وأنا دائمًا لا أقرأ كلامهم إلا بعد مدة من الوقت، وفي بعض الأحيان في نفس الوقت، وفي المجموعات أشخاص لا أعرفهم، وأشخاص أعرفهم، وعدد الأعضاء في المجموعات يصل إلى 256، وأنا أحتاج هذه المجموعات لمصلحة شخصية، ولا أريد الخروج منها، فأتمنى إرشادي إلى الفعل الصحيح في هذه الحالات.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الغيبة من المحرمات في الشرع، ولا يسوغ للمسلم الجلوس مع من يباشر الغيبة إلا بتغيير المنكر، وإسكات المغتاب، أو القيام عن المجلس، كما بيناه في الفتوى رقم: 361651.

وأما المجموعات في وسائل التواصل، فهي ليست مثل المجالس الواقعية من كل وجه، فقيام بعض الأعضاء بنشر رسائل فيها غيبة أحيانًا، لا يحرم على بقية الأعضاء البقاء في المجموعة، ولا يوجب عليهم مفارقتها والخروج منها، ما دام الأصل والغالب في رسائل المجموعة أنها من المباح.

ولا يجب على العضو أصلًا مراقبة المجموعة، وليس هو مسؤولًا عن كل ما ينشر فيها، وإنما عليه إن كان متصلًا حال قيام العضو بنشر الغيبة، أن ينكر عليه؛ ليتوقف عن النشر، وإذا لم يستجب، فالأمر يتجه لمشرف المجموعة؛ لإلزام ذلك العضو بالكف عن الغيبة، أو إزالته من المجموعة إن أصرّ على نشر الغيبة ولم يستجب، قال الأستاذ الدكتور سعد الخثلان -عضو هيئة كبار العلماء سابقًا- كما في موقع رسالة الإسلام: إن من تسبب في وقوع سب، أو شتم، أو قذف، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر - الفيس بوك)، وكذلك الوسم، أو ما يسمى بـ (الهاشتاق)، وكذلك في المجموعات التي تنشأ على الاتصال، وكل من تسبب في إحداث معصية يكون عليه وزرها، وأوزار من تبعهم.

وعدّ الخثلان مشرف المجموعة مسؤولًا عما يحدث في مجموعته، داعيًا إلى متابعة ما يكتب ويرسل للمجموعة، فإذا وجد من يسب أو يشتم، أو يضع مقاطع غير لائقة، عليه أن يوجه له النصيحة، وإذا تكرر منه الفعل ينذره، وإذا أصرّ على ذلك، فعليه أن يستبعده، مشيرًا إلى أهمية مراعاة الآداب الإسلامية، خاصة في مسائل التقنية الحديثة، مشيرًا إلى أن من أراد أن ينشئ وسمًا أو مجموعة، أو غير ذلك من وسائل التقنية الحديثة والتواصل الاجتماعي، فعليه أن يراعي هذه المعاني والآداب الإسلامية، وأن يستحضر أن كل معصية تقع بسببه، فإنه يكون عليه من الوزر مثل أوزار من تبعهم.

وقال فضيلته: إن من قاعدة الشريعة الإسلامية السمحة أن من تسبب في هداية غيره، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، ومن تسبب في إضلال غيره، كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى, كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا, وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ, كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أوزارهم شَيْئًا. اهـ.

وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 231835، والفتوى رقم: 251173، والفتوى رقم: 209785.

والله أعلم.

www.islamweb.net