من نصح أخته وأمه فلم تستجيبا لنصحه فلا وزر عليه

8-11-2017 | إسلام ويب

السؤال:
والدتي تقوم بأمور منافية للشرع، وأقرب ما يكون للشرك، يعني تجدها حريصة أشد الحرص على الصلاة، ولكن عندما واجهت أختي مشكلة مع خطيبها، توجهت فورا للسحرة لتخطي ذلك. يعني يا شيخي الفاضل لك أن تتخيل أني شربت من عصير به أحد المعمولات التي أحضرها لهما الساحر؛ كي يشربها خطيب أختي، ولم أعلم بذلك إلا بعد حين!!! وأيضا ورغم ذلك كان قضاء الله نافذا ولم يتم الزواج، رغم أني حذرتهما من قبل من اللجوء للساحر، وأن هذا شرك ومعصية وكبيرة. والآن يا شيخي الفاضل: أختي حصلت على وظيفة، وتقدم لها خاطب، ولكن ما يحدث الآن أنني كلما وجهت أمي وأختي للمبادرة بالخطوبة ترفضان ذلك، يعني أختي حاليا غير مخطوبة، ولكن تذهب مع هذا الشخص، وتتعرف عليه منذ ما يقرب من ثلاثة شهور بدون خطبة، أو زواج وأمي تقول "لكي يتعرفا على بعض جيدا" وطبعا كل هذا متروك للثقة فقط، وأنا لا يعجبني هذا الأمر، ونصحتهما بغير ذلك، وكانت النتيجة أنهما قاطعتاني، ولا تريدان الحديث معي. فهل علي وزر من ذلك؟!

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن كان الواقع ما ذكرت، فأنت مأجور -إن شاء الله- وإن كانت أمك تأتي السحرة فهذا ذنب عظيم، ولكن مجرد هذا الفعل لا يعتبر شركا، ولا يخرجها من ملة الإسلام. ولمعرفة متى يكون إتيانهم كفرا مخرجا من الإسلام، راجع الفتوى رقم: 178191.

 ومن أعظم ما يكون فيه برك بأمك وإحسانك إليها، السعي في إصلاحها، بالدعاء لها أولا، ثم الاستعانة عليها ببعض الفضلاء ممن ترجو أن تستجيب لنصحهم.

 وعليك أيضا بالاستمرار في نصح أمك وأختك فيما يتعلق بخروجها مع هذا الرجل الأجنبي، وأن ذلك لا يصح حتى يعقد له عليها.

ومن الخطأ مقاطعتهما لك لقيامك بنصحهما، فاصبر عليهما، واحرص على صلتهما وإن قطعتاك، ففي ذلك فضل عظيم، ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: «لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم الملَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك».

والله أعلم.

www.islamweb.net