الاعتماد على الحسابات الفلكية في صوم رمضان والإفطار منه

10-11-2019 | إسلام ويب

السؤال:
عندما يقترب رمضان، ننتظر إعلان علماء الفلك رؤية الهلال؛ لنبدأ الصيام. ولكن جيرانا لنا يرفضون أن يصوموا رمضان حتى يروا الهلال بأعينهم. وحتى عندما ينتهي الشهر، ونذهب للعيد، يكونون صائمين، ولا يصلون العيد حتى يروا الهلال أيضا، هذا ونحن في المدينة المنورة.
ما حكم الذي يفعلونه؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمعتبر في إثبات شهر رمضان أو شوال أو غيرهما هو الرؤية بالعين، وليس بالإثبات عن طريق علم الفلك، على الراجح من أقوال أهل العلم، وهو المفتى به عندنا؛ لقول الله تعالى:  فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ {البقرة:185}، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته. متفق عليه.
لأن الأحكام الشرعية أناطها الله تعالى بمعايير في مقدور كل أحد من المكلفين تحقيقها، أو الوصول إليها.

وأما معرفة بداية الأشهر عن طريق الحساب الفلكي، فهي غير ممكنة لكل أحد، وقد تكون معلومة في زمان دون زمان، وفي مكان دون آخر.

فإذا كان البلد الذي تقيمون فيه يتبنى إثبات الأهلة اعتمادا على الحساب الفلكي، فلا يُتابَع في هذا، وما فعله جيرانكم المسؤول عنهم هو الصحيح، حين قاموا بتحري الهلال بأنفسهم، فإن رأوه صاموا، وإن لم يروه في الصحو، أو بسبب الغيم أتموا عدة شعبان ثلاثين، فإن تعذر عليهم تحري الهلال صاموا، وأفطروا مع أقرب بلاد الإسلام إليهم ممن يتحرى الهلال بالرؤية البصرية. وراجعي بخصوص ذلك الفتوى: 338791، وما أحيل عليه فيها .

 هذا، وفي نهاية سؤالكِ قلتِ: ونحن في المدينة المنورة، فإن كان المسؤول عنهم من المقيمين بها، فإن المعتمد هنالك في إثبات الأهلة هو الرؤية العينية، وليست الحسابات الفلكية، فينبغي أن لا يكون ثمة خلاف في هذه القضية.

وعليه، فيلزم هؤلاء أن يصوموا ويفطروا مع سائر الناس، وراجعي بشأن ذلك الفتوى: 13303.

والله أعلم.

www.islamweb.net