حكم الطرق التي يستخدمها بعض المقرئين لضبط المتشابهات القرآنية

4-6-2020 | إسلام ويب

السؤال:
أتبع طرقًا معينة في ربط الآيات عند حفظ القرآن الكريم، وأريد أن أعرف هل تجوز أم لا؟ وهي كالتالي:
الطريقة الأولى: يقول الله تعالى في آخر الآية 19 من سورة الأنفال: (... وأن الله مع المؤمنين)، وفي أول الآية التي بعدها يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ...)، فأربط بين كلمتي "مع المؤمنين"، و"الذين آمنوا"؛ حتى لا أنسى.
وكذلك الأمر في سورة الأعراف في الآية: 57 تحدث الله تعالى في آخرها عن إخراج الثمرات، وفي الآية التي بعدها تحدث عن إخراج النبات، فأربط بين "ثمرات"، و"نبات".
الطريقة الثانية: بعض الصفحات تكون فيها قصة معينة، أو حدث بارز، فأسمي الصفحة كلها باسم هذا الحدث؛ حتى أذكرها جيدًا، فمثلًا من الآية: 94 حتى الآية 102 من سورة الأعراف أسمي هذه الصفحة بالصفحة التي تحدث الله تعالى بها عن القرى بشكل عام.
الطريقة الثالثة: حسب وزن بعض الكلمات، أو ربما الأحرف المتشابهة، فمثلًا سورة الأعراف الآية: 33، كلمة (والبغي) وبعدها (بغير الحق)، ربطت وجود حرف الغين في كلتيهما؛ حتى لا أسقط الكلمة الثانية سهوًا.
الطريقة الرابعة: ربط ختام الآية بمعناها، فمثلًا الآية: 32 من سورة الأعراف، تحدثت عن التحليل والتحريم، فأربط ختام الآية (لقوم يعلمون) بـ(إن مسائل الحلال والحرام تحتاج إلى علم)، وهكذا.
فهل في هذه الطرق التي تساعدني على تثبيت الحفظ بأس؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله أن يوفقك، وأن ييسر لك حفظ كتابه، والعمل به.

والطرق التي ذكرتها هي وسائل لضبط حفظ القرآن الكريم، وليس فيها محذور شرعي؛ فهي إذن مشروعة لمشروعية مقصدها، وهو حفظ القرآن الكريم، فالقاعدة المقررة عند الفقهاء أن الوسائل لها أحكام المقاصد، قال العز بن عبد السلام: الواجبات والمندوبات ضربان: أحدهما: مقاصد، والثاني: وسائل، وكذلك المكروهات والمحرمات ضربان: أحدهما: مقاصد، والثاني: وسائل.

وللوسائل أحكام المقاصد، فالوسيلة إلى أفضل المقاصد هي أفضل الوسائل، والوسيلة إلى أرذل المقاصد هي أرذل الوسائل. اهـ. من قواعد الأحكام في مصالح الأنام.

وقال ابن القيم: لما كانت المقاصد لا يتوصل إليها إلا بأسباب وطرق تفضي إليها، كانت طرقها وأسبابها تابعة لها معتبرة بها، فوسائل المحرمات والمعاصي في كراهتها والمنع منها، بحسب إفضائها إلى غاياتها وارتباطاتها بها.

ووسائل الطاعات والقربات في محبتها والإذن فيها، بحسب إفضائها إلى غاياتها؛ فوسيلة المقصود تابعة للمقصود. وكلاهما مقصود، لكنه مقصود قصد الغايات، وهي مقصودة قصد الوسائل. اهـ. من أعلام الموقعين عن رب العالمين.

ولم يزل كثير من المشايخ المقرئين يذكرون لطلابهم من جنس هذه القواعد لضبط المتشابهات اللفظية.

وراجع للاستزادة حول المؤلفات في ضبط المتشابهات في القرآن العظيم: كتاب: (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ) لمحمد طلحة منيار، وكتاب: (الضبط بالتقعيد للمتشابه اللفظي في القرآن المجيد لفواز الحنين)، وقد قرّظه مجموعة من المقرئين.

والله أعلم.

www.islamweb.net