التحذير من تتبع الشبهات

8-10-2020 | إسلام ويب

السؤال:
أرجو الرد بسرعة؛ فهو مهم كثيرا لي.
لقد وقع لي إشكال، دائما ما أدرس ديني، وأحب أن أعرف عنه أكثر وأكثر؛ لئلا أكون ضعيفة، ومن الذين يسهل تغيير ديانتهم؛ لأنهم لا يفهمونها! والحمد لله أصلي، وأحتشم، وأقرأ الأذكار وإلى حد ما ملتزمة.
كانت بداية رحلتي عندما قرأت كتابا يضفي نموذجا من اليهودية، وعرفت عنها أشياء لم تكن لترد في بالي لولا هذا الكتاب.
وعرفت مدى جهلي حقا وقتها. وبدأت بالبحث، لأني لا أمل، ولأني عندما أرى شخصا يقول لي: ابتعدي عن الشبهات، أظن ذلك هروبا منها، وهي ليست كذلك.
ولكن دائما ما أبحث وأبحث سواء في الدين أو في العلم. وتعلمت وتعرفت على أمور عديدة في الديانة النصرانية بالذات، والتي لم أكن أفقه فيها شيئا. وبدأت أقرأ الكتاب المقدس، ووجدت أشياء كثيرة، عجبت من كون النصارى يؤمنون بها إيمانا أعمى. وحمدت الله على نعمة العقل والتفكير. وقد أفادني هذا الموقع كثيرا في أمور لم أكن لأعلم بها؛ فشكرا من القلب.
سؤالي هو: هناك حديث قرأته من قبل في صحيح البخاري، وهو أن رؤيا الأنبياء وحي، أو رؤيا الأنبياء حقيقة. فإذا كان كذلك. فهل جميعها؟ فهناك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم -مختلف في صحته- فيه أنه رأى الله -عز وجل- في صورة شاب أمرد. فما هو التفسير لذلك؟
أعلم بالطبع أني جاهلة بأمور كثيرة، وأن هذا الأمر -إن شاء الله- له تفسير من الممكن أنه غاب عني. ولكن لأني عندما يقع لدي إشكال في أي أمر من أمور الدين من شبهات وغيرها، أطرحها على جوجل؛ فأرى الكثير من المواقع تجيب عنها. لكن يبدو أنه ليست هناك إجابة لسؤالي، أو لم أبحث بجدية أكثر.
وعلى أية حال، فأتمنى أن تجيبوني بأسرع وقت؛ فقد أشكل علي الأمر كثيرا، وبدأ بوساوس لدي، لن تنتهي إلا بمعرفة الجواب.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد سبق أن بينا ضعف الحديث الوارد في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في صورة شاب أمرد، وانظري الفتوى: 199835 وما أحيل عليه فيها، كما بينا في الفتوى: 145921 أن رؤيا الأنبياء وحي، وأن القرآن دل على ذلك؛ كما في قول الله تعالى عن إبراهيم -عليه السلام-: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ. {الصافات:102}.
وننصحك بعد تقوى الله تعالى بالكف عن قراءة كتب أهل الكتاب والشبهات، وأن لا تغتري بما تظنينه ذكاء وفطنة ومحبة للبحث عن العلم، فربما وقر في قلبك شيء من الشبهات، وصعب عليك بعد ذلك التخلص منه.

وقد دل الشرع على البعد عن الشبهات، والنأي بالنفس عن مواطنها؛ حذرًا من التأثر بها، ففي الحديث الصحيح: مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ، فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَيَتَّبِعُهُ؛ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ، أَوْ لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ. رواه أبو داود.

قال ابن القيم في عدة الصابرين: فما استعين على التخلص من الشر، بمثل البعد عن أسبابه، ومظانه. اهــ.
 والله أعلم.

www.islamweb.net