أحكام اللحن في القراءة في الصلاة وما يلزم منه

20-4-2022 | إسلام ويب

السؤال:
متى أسجد للسهو إذا أخطأتُ في الفاتحة، وصححتُها؟ وما معنى يحيل المعنى في الفاتحة؟ وهل إذا أخطأتُ في آية، وأسقطتُ حرفا، أو نطقتُها بشكل غريب، وصححتُ نطقها أسجد للسهو؟
أرجو التوضيح، وبارك الله فيكم.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا أخطأ المصلي في الفاتحة، وتدارك الخطأ؛ فصلاته صحيحة، والظاهر من نصوص المالكية في كتبهم أنه لا سجود عليه.

فقد ذكروا أن من نسي آية من الفاتحة، وأمكنه تدارك الخطإ، فتداركه؛ فلا شيء عليه، ولم يذكروا عليه سجودا. 

قال الخرشي في شرحه للمختصر: وإن ترك من الفاتحة آية سهوا، ولم يمكن التلافي بأن ركع؛ سجد قبل السلام. فإن أمكنه تلافيها تلافى. انته،

وإذا كان هذا فيمن ترك آية، واستدرك الخطأ، فمن باب أولى لو كان الخطأ في تغيير حرف، أو إخراجه من غير مخرجه. 

واللحن الذي يحيل المعنى قد أجمل الدسوقي المالكي القول فيه في حاشيته فقال: وحاصل الْمَسْأَلَةِ أَنَّ اللَّاحِنَ إنْ كَانَ عَامِدًا بَطَلَتْ صَلَاتُهُ، وَصَلَاةُ مَنْ خَلْفَهُ بِاتِّفَاقٍ، وَإِنْ كَانَ سَاهِيًا صَحَّتْ بِاتِّفَاقٍ، وَإِنْ كَانَ عَاجِزًا طَبْعًا لَا يَقْبَلُ التَّعْلِيمَ، فَكَذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ أَلْكَنُ، وَإِنْ كَانَ جَاهِلًا يَقْبَلُ التَّعْلِيمَ فَهُوَ مَحَلُّ الْخِلَافِ؛ سَوَاءٌ أَمْكَنَهُ التَّعَلُّمُ أَمْ لَا، وَسَوَاءٌ أَمْكَنَهُ الِاقْتِدَاءُ بِمَنْ لَا يَلْحَنُ أَمْ لَا، وَإِنَّ أَرْجَحَ الْأَقْوَالِ فِيهِ صِحَّةُ صَلَاةِ مَنْ خَلْفَهُ، وَأَحْرَى صَلَاتَهُ هُوَ؛ لِاتِّفَاقِ اللَّخْمِيِّ وَابْنِ رُشْدٍ عليها. انتهى 

وهذا اللحن الذي يغير المعنى ويحيله مثاله: كضم التاء من (أنعمتَ) فبضمها يكون الفاعل هو القارئ، وبالفتح يكون الفاعل هو المخاطب.

جاء في شرح الزرقاني على مختصر خليل ذاكرا القول الذي يرى بطلان الصلاة بتعمد اللحن المحيل للمعنى: إن غير المعنى كضم تاء أنعمت؛ لا إن لم يغيره كضم لام لله في الحمد لله. انتهى 

وقال النووي في المجموع: إذا لحن في الفاتحة لحنا يخل المعنى؛ بأن ضم تاء أنعمت أو كسرها، أو كسر كاف إياك نعبد، أو قال: إياء بهمزتين لم تصح قراءته وصلاته إن تعمد، وتجب إعادة القراءة إن لم يتعمد، وإن لم يخل المعنى؛ كفتح دال نعبد، ونون نستعين، وصاد صراط، ونحو ذلك؛ لم تبطل صلاته، ولا قراءته، ولكنه مكروه، ويحرم تعمده. ولو تعمده لم تبطل قراءته، ولا صلاته. هذا هو الصحيح، وبه قطع الجمهور. انتهى.

وننبه السائل على خطورة الوسوسة، وأن الاسترسال معها قد يفسد على المرء دينه وحياته، وهي من الشيطان،  فليعرض عنها، ولا يلتفت إليها.

وقد سئل ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: له دواء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون. انتهى.

 والله أعلم

www.islamweb.net