كثرة تفكير المرء بالظلم الذي تعرّض له وتمني العذاب الشديد لمن ظلموه

12-5-2022 | إسلام ويب

السؤال:
تعرّضت لظلم شديد، ومكر أشدّ في العمل، ورّغم أنّه مضى وقت على ذلك، إلا أنني ما زلت أشعر ببعض الألم، فأحسّ أن نفسي تريد من الله أن يعاقبهم في الدّنيا عقابًا شديدًا، وفي الآخرة أيضًا؛ لذلك أشعر أنّني منافقة؛ لأنّ التّسامح لا يجب أن يكون مبنيًّا على هذه الأفكار، فعندما يسامح الإنسان لوجه الله الكريم، فهو يرفع درجاته، إلاّ أنّني أحسّ أنّ الظّالمين كانوا سعيدين بما فعلوا، وأكملوا حياتهم، وأنا أشعر بالنّفاق؛ لأننّي أتمّنى أحيانًا أن لا ينتقص الله منهم؛ كي يبقوا على إثمهم، ويزيد الله من عقابهم في الآخرة، وأفكّر أنّه إذا انتقص الله منهم، فربّما سيؤمنون بعدها، ولكنّني أريدهم أن يتألّموا إلى ما لا نهاية في الدّنيا، وأن يكونوا في الدّرك الأسفل في الآخرة، وهذا ما يزعجني؛ لأنّني أريد أن أكمل حياتي من دون هذه الأفكار والمشاعر، ولكنّني أشعر أنّني مقيدة. أريد أن أنجح في دِيني ودنياي، وأن أرفع درجاتي، دون التفكير بمراتب الآخرين.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تجتهدي في القرب من الله تعالى، وطلب رضاه، وتكرّسي حياتك كلها لهذا الغرض، وتغضّي الطرف عن هذه الظلامات التي تعرضت لها.

وأما من ظلموك، فإن شئت سامحتهم، ولك على ذلك الأجر الجزيل عند الله تعالى، كما قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وقال تعالى: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {البقرة:237}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا.

وإن شئت لم تسامحيهم؛ وحينئذ فيقتصّ الله لك منهم كما شاء بعدله.

ولك أن تدعي عليهم بقدر مظلمتهم دون زيادة.

 وحاولي أن تتناسي هذه الأمور؛ لتركّزي في حياتك، وما يناط بك، ويراد منك فعله.

واستعيني على ذلك بالدعاء، ولزوم الذِّكر، وشغل النفس بما ينفع.

والله أعلم.

www.islamweb.net