إجبار المدرسين على حفظ القرآن وأحكام التجويد في الإجازة الصيفية

11-2-2023 | إسلام ويب

السؤال:
أعمل مدرسة في مدرسة خاصة، وأثناء الصيف يتم إجبارنا على حفظ القرآن، وحفظ التجويد وأحكامه، وحفظ التحفة، بدعوى أن صاحب العمل سوف يدخل الجنة بتعليمنا هذا. وأغلبنا يستطيع القراءة سماعيا، ولكن بسبب نظام الامتحانات والحفظ، أو العقاب بتحويل المدرسة إلى مشرفة، أو الفصل من العمل أصبحت المعلمات يكرهن الوقت المخصص للحفظ، والاضطرار إلى الغش، لحل الامتحانات. فما حكم كل هذا؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فقد ذكرت في السؤال أنك مدرسة في مدرسة خاصة، وأثناء الصيف يتم إجبار المدرسات على تعلم القرآن وأحكام التجويد، لكن لم تبيني ما إذا كان العقد يقتضي أخذكن لتلك الدورات التعليمية أثناء الإجازة الصيفية، أو هذا الإجراء مما هو خارج عن العقد، ولا يتضمنه.

وعلى فرض كون العقد يتضمن أخذكن للدورات؛ فيلزمكن ذلك، بغض النظر عن القصد منه، وهي دورات مباحة نافعة.

وأما إن كان عقد العمل لا يتضمن ذلك، فليس لإدارة المدرسة إجبار المدرسات على الدورة، بل يبقى الأمر في المشاركة فيها اختياريًّا، وينبه القائمون على المدرسة على هذا.

ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح قلبك، وأن يجعلك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، ونوصيك بالجد والإخلاص، فتعلم القرآن وأحكام تلاوته من أفضل ما يحرص عليه المرء، ويعمر به وقته، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. أخرجه البخاري.

وننبهك على أن المرء لو كان يجد مشقة في تعلم أحكام التجويد وتعليمها؛ فله الأجر على ما يلقاه في ذلك، فقد روى مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران.

قال الإمام النووي -رحمه الله- في شرح مسلم: الماهر: الحاذق الكامل الحفظ، الذي لا يتوقف، ولا يشق عليه القراءة، لجودة حفظه، وإتقانه.. وأما الذي يتتعتع فيه، فهو الذي يتردد في تلاوته، لضعف حفظه، فله أجران: أجر بالقراءة، وأجر بتعتعته في تلاوته ومشقته. انتهى.

والله أعلم.

www.islamweb.net