درجة حديث: أكبر الكبائر؛ الإشراك بالله، والأمن من مكر الله... الحديث.

21-3-2023 | إسلام ويب

السؤال:
ما صحة حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مَكْرِ الله، والقُنُوطُ من رحمة الله، واليَأْسُ من رَوْحِ الله. إسناده صحيح، رواه عبد الرزاق.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأثر المذكور رواه عبد الرَّزَّاق في مصنفه، وَالطَّبَرَانِيّ في الكبير، وابن جرير في تفسيره، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- موقوفًا عليه، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وَهُوَ مَوْقُوفٌ ـ يعني على ابن مسعود.

 وصحح إسناده إلى ابن مسعود: الهيثمي في مجمع الزوائد، وابن كثير في تفسيره.

وهو محمول على الرفع، لأنه مما لا مجال للرأي فيه. 

قال ابن مايابى في كوثر المعاني الدراري، في كشف خبايا صحيح البخاري: وعند عبد الرزاق، والطبراني عن ابن مسعود: أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله. وهو موقوف، قلت: هذا لا مجال للرأي فيه، فهو في حكم المرفوع. اهـ

وقد ورد بعضه مرفوعًا، كما في حديث البزار، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متكئا، فدخل عليه رجل، فقال: ما الكبائر؟ فقال: الشرك بالله، والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله. والحديث قَالَ فيه الْعِرَاقِي: إِسْنَاده حسن، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

ويؤيد صحة المعنى ما جاء في نصوص الوحي من القرآن والسنة من بيان خطر هذه الكبائر؛ فقد قال الله -تعالى- عن الشرك بالله: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ {المائدة:72}.

وقال تعالى عن الأمن من مكر الله: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ {الأعراف:99}.

وقال تعالى عن القنوط من رحمة الله: قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}.

وقال تعالى عن اليأس من روح الله: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.

والله أعلم.

www.islamweb.net