إزالة شبهة حول قول الله ( فتبارك الله أحسن الخالقين)

30-1-2001 | إسلام ويب

السؤال:
يقول عز وجل في سورة المؤمنون (فتبارك الله أحسن الخالقين) فهل يعني هذا أن هناك إلهاً آخر؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏

فقد ذكر المفسرون أوجهاً في قوله تعالى: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {المؤمنون: 14} أهمها:
الأول : أن الخلق هنا بمعنى الصنع، فالمعنى: تبارك الله أتقن الصانعين.‏ وهذا جار على لغة العرب، ومنه قول الشاعر:‏
‏ ولأنت تفري ما خلقت وبعــــ     ض القوم يخلق ثم لا يفري
الثاني: أن الخلق بمعنى التقدير، فإنه سبحانه هو أحسن المقدرين جل وعلا.‏
الثالث: أن المعنى: أن الله تعالى هو أحسن الخالقين في اعتقادكم وظنكم.‏
الرابع: وهو أحسنها: أننا نثبت للمخلوق خلقاً، لكنه ليس كخلق الله تعالى، فخلق الله -جلَّ ‏وعلا- إيجاد من العدم، وخلق المخلوق لا يكون إلا بالتغيير والتحويل والتصرف في شيء خلقه الله تعالى.‏

ومن ذلك ما جاء في الصحيحين أنه يقال للمصورين يوم القيامة: أحيوا ما خلقتم. ومعلوم ‏أن المصور لم يوجد شيئاً من العدم، إنما حول الطين، أو الحجر إلى صورة إنسان أو طير، ‏وحول بالتلوين الرقعة البيضاء إلى ملونة، والطين والحجر والمواد والورق كلهم من خلق الله ‏تعالى. ‏

وأيضًا: فالعبد لا يمكنه فعل شيء إلا عند وجود الإرادة الجازمة والقدرة التامة، والإرادة ‏والقدرة كلتاهما مخلوقتان لله -عزَّ وجلَّ-، وخالق السبب التام خالق للمسبَّب.

ولهذا كان من ‏اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الله تعالى خالق للعباد وأفعالهم، كما قال ربنا: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {الصافات: 96}.

والحاصل: أن الخلق الذي هو الإيجاد من العدم صفة يختص بها الله ‏تعالى، كما قال: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ {النحل: 17}، وقال تعالى: هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ {فاطر: 3}.

والله أعلم

www.islamweb.net