أصول الدعوة وثوابتها

12-4-2001 | إسلام ويب

السؤال:
ما هي ثوابت الدعوة وشروطها؟

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن أصول الدعوة وثوابتها بينها الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل بيان، وأوضحها أيما ‏إيضاح في الحديث الثابت في الصحيحين
وذلك عندما بعث عليه الصلاة والسلام معاذاً رضي الله عنه إلى أهل اليمن يدعوهم إلى ‏الله، فقال له: "فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ‏فإن هم أجابوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن ‏هم أجابوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد ‏على فقرائهم".‏
فهذا الحديث فيه بيان أصول الدعوة وثوابتها التي لا تتغير، وأن الداعية عليه أن يقدم الأهم ‏فالأهم، فإذا كانت الدعوة موجهة إلى الكفار فليبدأ بالدعوة إلى التوحيد الذي هو الأصل ‏الأهم، ثم باقي أركان الإسلام، ثم باقي الواجبات إلى آخرها.‏
أما إذا كانت الدعوة موجهة إلى قوم قد عرفوا الأصل وحققوه فندعوهم إلى تصحيح باقي ‏الأركان، وهكذا تمشياً مع توصيات وتعليمات الرسول صلى الله عليه وسلم التي كان ‏يزود بها من يبعثهم دعاة إلى الله تعالى.
أما شروط الدعوة فأهمها العلم: بمعنى أن يكون ‏الداعية على علم وبصيرة مما يدعو إليه و يحذر منه، كي لا يأمر بمنكر أو ينهى عن ‏معروف. ولا يشترط أن يكون عالماً كبيراً مشهوراً بين الناس، بل اللازم أن يكون عالماً ‏بالشيء الذي يدعو إليه علماً صحيحا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " بلغوا عني ولو آية"‏ رواه البخاري.‏
ثم هناك أمور أخرى لا تقل أهمية عن العلم، منها: استعمال الحكمة والموعظة الحسنة ولين ‏الجانب وعدم التعنيف، ومراعاة الوقت والمكان المناسب حال الدعوة ومنها: التحلي ‏بالصبر والتحمل لما لا بد للداعي أن يتعرض له من طرف المدعوين من الأذى والنيل من ‏عرضه أثناء أدائه لمهمته الكبيرة قال تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم ( ولا تطع ‏الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله) [ الأحزاب:48].‏
ومنها: أن يكون سلوك الداعية وعمله وتصرفاته موافقة كلها لما شرع الله تعالى حتى ‏لا يكون هناك تناقض بين ما يدعو الناس إليه وبين ما يطبقه هو في نفسه فيكون كلامه ‏صرخة في واد أو نفخة في رماد، كما قالوا. قال تعالى: ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون ‏أنفسكم ) [البقرة:44] وقال الشاعر: ‏
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها       فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يسمع ما تقول ويقتدى       بالقول منك وينفع التعليم
والله تعالى أعلم.‏

www.islamweb.net