الفرق بين الوساوس التي هي من صريح الإيمان وغيرها التي تدل على ضعف الإيمان

8-5-2001 | إسلام ويب

السؤال:
كيف نعرف الوساوس التي هي دليل على صريح الايمان ، والوساوس التي قد تكون من ضعف الإيمان أو نحوها فأنا في حيرة من أمري؟ أرجوالإفادة بالتفصيل وجزيتم خيرا.

الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله ‏عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: ( وقد ‏وجدتموه؟" قالوا: نعم، قال: " ذاك صريح الإيمان". قال النووي في شرحه لهذا الحديث: ‏‏(فقوله صلى الله عليه وسلم: " ذلك صريح الإيمان، ومحض الإيمان،" معناه: استعظامكم ‏الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلاً ‏عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك.‏
قال الخطابي: ( المراد بصريح الإيمان هو الذي يعظم في نفوسهم إن تكلموا به، ويمنعهم ‏من قبول ما يلقي الشيطان، فلولا ذلك لم يتعاظم في نفوسهم حتى أنكروه ، وليس المراد ‏أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، بل هي من قبل الشيطان وكيده) وبكلام الخطابي هذا ‏يعلم أن الذي دل على صحة الإيمان هو تعاظم هذه الوساوس وردها، وأن عدم تعاظمها ‏والسماح للنفس بالاسترسال فيها يدل على ضعف الإيمان.
أما حصول الوسوسة نفسها ‏فلا يدل على قوة الإيمان ولا على ضعفه. وعلى ما تقدم يستطيع السائل أن يعرف الفرق ‏وتطمئن نفسه، فمن كان ممن يستعظم أمر تلك الوسوسة، ويخاف من ورودها عليه، ومن ‏النطق بها، ويدفعها عنه قاطعاً سبيلها إلى قلبه ومعتقده الإيماني الراسخ، رافضاً لها، متعوذاً ‏بالله من الشيطان، فذاك صاحب إيمان صريح، له بسلفنا من الصحابة رضوان الله عليهم ‏أسوة حسنة. ومن تابع الوسوسة، وتكلم بها، ونشرها، ووصل معها درجة الشك التي ‏تزعزع أركان اليقين، وتخالف التوحيد، فذاك من ضعف إيمانه، وخيف عليه من الشرك، ومتابعة ‏الشيطان فيما يلقي إليه من وسوسة.‏
ومن دافع الوسوسة اندفعت عنه بفضل الله وتثبيته، وخنس عنه الشيطان، ويئس منه في ‏هذه السبيل، فقد قال تعالى: ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) [النساء:76].‏
والله أعلم.‏

www.islamweb.net