الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 19 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                        وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

                                                                                        الحمد لله جامع الشتات من الأحياء والأموات ، وسامع الأصوات باختلاف اللغات . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، رب الأرضين والسماوات ، ذو الأسماء الحسنى والصفات .

                                                                                        وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالآيات البينات والخوارق المنيرات ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي العلوم الزاهرات ، وعلى أزواجه الطيبات الطاهرات صلاة وسلاما على الأيام [ ص: 20 ] متواليات .

                                                                                        أما بعد فإن الاشتغال بالعلم - خصوصا الحديث النبوي - من أفضل القربات ، وقد جمع أئمتنا منه الشتات على المسانيد والأبواب المرتبات ، فرأيت جمع جميع ما وقعت عليه من ذلك في كتاب واحد ; ليسهل الكشف منه على أولي الرغبات ، ثم عدلت إلى جمع الأحاديث الزائدة على الكتب المشهورات في الكتب المسندات .

                                                                                        وعنيت بالمشهورات الأصول الستة ومسند أحمد ، وبالمسندات على ما رتب على مسانيد الصحابة . وقد وقع لي منها ثمانية كاملات وهي لأبي داود الطيالسي ، والحميدي ، وابن أبي عمر ، ومسدد ، وأحمد بن منيع ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والحارث بن أبي أسامة .

                                                                                        [ ص: 21 ] وقد وقع لي منها أشياء كاملة أيضا كمسند البزار ، وأبي يعلى ، ومعاجم الطبراني . لكن رأيت شيخنا أبا الحسن الهيثمي قد جمع ما فيها ، وفي مسند أحمد في كتاب مفرد محذوف الأسانيد ، فلم أر أن أزاحمه عليه ، إلا أني تتبعت ما فاته من مسند أبي يعلى ; لكونه اقتصر في كتابه على الرواية المختصرة .

                                                                                        ووقع لي عدة من المسانيد غير مكملة كمسند إسحاق بن راهويه ، ووقفت منه على قدر النصف ، فتتبعت ما فيه ، فصار ما تتبعته من ذلك من عشرة دواوين ، ووقفت أيضا على قطع من عدة مسانيد كمسند الحسن بن سفيان ، ومحمد بن هشام السدوسي ، ومحمد بن هارون [ ص: 22 ] الروياني ، والهيثم بن كليب وغيرهم ، فلم أكتب منها شيئا ; لعلي إذا بيضت هذا التصنيف أن أرجع فأتتبع ما فيها من الزوائد وأضيف إلى ذلك الأحاديث المتفرقة في الكتب المرتبة على فوائد الشيوخ .

                                                                                        ورتبته على أبواب الأحكام الفقهية وهي: الطهارة ، الصلاة ، الجنائز ، الزكاة ، الصيام ، الحج ، البيوع ، العتق ، الفرائض ، الوصايا ، النكاح والطلاق والنفقات ، والأيمان والنذور ، الحدود ، القصاص ، الديات ، الجهاد ، الإمارة والخلافة ، القضاء والشهادات ، اللباس ، والأضحية والعقيقة والذبائح والصيد ، الأطعمة والأشربة ، الطب ، البر والصلة ، الأدب والتعبير .

                                                                                        [ ص: 23 ] ثم ذكرت بدء الخلق ، والإيمان والتوحيد ، العلم والسنة ، الزهد والرقائق ، الأذكار والدعوات ، أحاديث الأنبياء ، فضائل القرآن ، التفسير ، المناقب ، السيرة النبوية والمغازي والخلفاء ، والآداب ، والأدعية ، الفتن ، الأشراط ، البعث والنشور .

                                                                                        وسميته : " المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية " ، وشرطي فيه : ذكر كل حديث ورد عن صحابي لم يخرجه الأصول السبعة من حديثه ، ولو أخرجوه ، أو بعضهم من حديث غيره [ ص: 24 ] مع التنبيه عليه أحيانا .

                                                                                        وهذا بيان أسانيدي للمسانيد العشرة بطريق الاختصار : أما مسند أبي داود الطيالسي : فأخبرني به أبو الحسن علي بن محمد بن أبي المجد ، بقراءتي عليه من أوله إلى آخر مسند جابر بن عبد الله الأنصاري منه عن أبي بكر الدشتي ، قال : أنا يوسف بن [ ص: 25 ] خليل الحافظ قال : أنا به ملفقا أبو المكارم اللبان ، وأبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكراني ، وأبو جعفر الصيدلاني ، [ ص: 26 ] وخليل بن بدر الراراني ، قالوا : أنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم ، [ ص: 27 ] أنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، أنا يونس بن حبيب العجلي ، ثنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي .

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية