الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5026 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة لعمدا من ياقوت عليها غرف من زبرجد ، لها أبواب مفتحة تضيء كما يضيء الكوكب الدري " . فقالوا : يا رسول الله ! من يسكنها ؟ قال : " المتحابون في الله ، والمتجالسون في الله ، والمتلاقون في الله " روى البيهقي الأحاديث الثلاثة في " شعب الإيمان " .

التالي السابق


5026 - ( وعن أبي هريرة قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي : وحدي ليترتب فائدة على ذكر الجملة الكونية ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة لعمدا ) : بضمتين جمع عمود بمعنى الأسطوانة ، وفي نسخة [ ص: 3146 ] بفتحهما وقرئ بالوجهين : " في عمد ممددة " وفي القاموس : العمود معروف والجمع أعمدة وعمد وعمد . ( من ياقوت عليها ) أي : على العمد ( غرف ) : بضم ففتح جمع غرفة ( من زبرجد ) : بفتحتين فسكون ففتح ( لها ) أي : للغرف ( أبواب مفتحة ) : إشارة إلى كمال الأمن أو إيمان إلى انتظار مقدم صاحبها ( تضيء ) أي : الأبواب أو الغرف بما فيها وأضاء لازم ومتعد . ( كما يضيء الكوكب الدري ) : بضم الدال وبكسر وتشديد الراء والتحتية ، وفي القاموس يثلث قال البيضاوي في قوله تعالى : كأنها كوكب دري أي : مضيء متلألئ كالزهرة في صفائه ، وزهرته منسوب إلى الدر أو فعيل كمريق أي المعصفر من الدرء ، فإنه يدفع الظلام بضوئه أو بعض ضوئه بعضا من لمعانه إلا أنه قلب همزته ياء ، ويدل عليه قراءة حمزة وأبي بكر على الأصل ، وقراءة أبي عمرو والكسائي دري كشريب أي كثير الشرب ، وقد قرئ به مقلوبا أي : بكسر الدال ، وقلب همزته ياء لكنه شاذ قرأ به الزهري ( فقالوا : يا رسول الله ! من يسكنها ؟ ) أي : هذه الغرف ( قال : المتحابون في الله ، والمتجالسون في الله ، والمتلاقون ) أي : المتزاورون أو المتصافحون ( في الله روى البيهقي الأحاديث الثلاثة في شعب الإيمان ) وروى الحديث الأخير ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان .




الخدمات العلمية