الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون

                                                                                                                                                                                                                                        (28) أي: يستعجل المجرمون بالعذاب، الذي وعدوا به على التكذيب، جهلا منهم ومعاندة، ويقولون متى هذا الفتح الذي يفتح بيننا وبينكم، بتعذيبنا على زعمكم إن كنتم أيها الرسل صادقين في دعواكم.

                                                                                                                                                                                                                                        (29) قل يوم الفتح الذي يحصل به عقابكم، لا تستفيدون به شيئا، فلو كان إذا حصل، حصل إمهالكم، لتستدركوا ما فاتكم، حين صار الأمر عندكم يقينا، لكان لذلك وجه، ولكن إذا جاء يوم الفتح، انقضى الأمر، ولم يبق للمحنة والابتلاء محل فلا ينفع الذين كفروا إيمانهم لأنه صار إيمان ضرورة، ولا هم ينظرون أي: يمهلون، فيؤخر عنهم العذاب، فيستدركون أمرهم.

                                                                                                                                                                                                                                        (30) فأعرض عنهم لما وصل خطابهم لك وظلمهم إلى حالة الجهل، واستعجال العذاب. وانتظر الأمر الذي يحل بهم، فإنه لا بد منه، ولكن له أجل، إذا جاء لا يتقدم ولا يتأخر. إنهم منتظرون بك ريب المنون، ومتربصون بكم دوائر السوء، والعاقبة للتقوى.

                                                                                                                                                                                                                                        تم تفسير سورة السجدة - بحول الله ومنه فله تعالى كمال الحمد والثناء والمجد.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 1370 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية