الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12126 باب الاختلاف في مسألة الخرقاء

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن سلمان الفقيه ، ثنا هلال بن العلاء الرقي ، ثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا عيسى بن يونس ، ثنا عباد بن موسى ، ثنا الشعبي ( ح وأخبرنا ) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ثنا عيسى بن يونس ، عن عباد بن موسى ، عن الشعبي ، أنه أتي به الحجاج موثقا ، فلما انتهى إلى باب القصر ، قال : لقيني يزيد بن أبي مسلم ، فقال : أنا لله يا شعبي ، لما بين دفتيك من العلم ، وليس بيوم شفاعة ، بؤ للأمير بالشرك والنفاق على نفسك ، فبالحري أن تنجو ، ثم لقيني محمد بن الحجاج ، فقال لي مثل مقالة يزيد ، فلما دخلت على الحجاج ، قال : وأنت يا شعبي ممن خرج علينا وكثر ، فقلت : أصلح الله الأمير ، أحزن بنا المنزل ، وأجدب الجناب ، وضاق المسلك ، واكتحلنا السهر ، واستحلسنا الخوف ، ووقعنا في خزية لم نكن فيها بررة أتقياء ، ولا فجرة أقوياء ، قال : صدقت والله ، ما بروا بخروجهم علينا ، ولا قووا علينا حيث فجروا ، أطلقا عنه ، ثم احتاج إلي في فريضة ، فأتيته ، فقال : ما تقول في أم وأخت وجد ؟ فقلت : قد اختلف فيها خمسة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عبد الله بن عباس وزيد وعثمان وعلي وعبد الله بن مسعود . قال : ما قال فيها ابن عباس ؟ إن كان لمقنبا - وفي رواية الرقي إن كان لمنقبا - قلت : جعل الجد أبا ، ولم يعط الأخت شيئا ، وأعطى الأم الثلث . قال : فما قال فيها زيد ؟ قلت : جعلها من تسعة : أعطى الأم ثلاثة ، وأعطى الجد أربعة ، وأعطى الأخت سهمين ، قال : فما قال فيها أمير المؤمنين ؟ - يعني عثمان - رضي الله عنه - قلت : جعلها أثلاثا . قال : فما قال فيها ابن مسعود ؟ قلت : جعلها من ستة : أعطى الأخت ثلاثة ، والجد سهمين ، والأم سهما . قال : فما قال فيها أبو تراب ؟ - يعني عليا - رضي الله عنه - قلت : جعلها من ستة أسهم ، فأعطى الأخت ثلاثة ، وأعطى الأم سهمين ، وأعطى الجد سهما . وذكر الحديث بطوله .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية