الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( لا ) على ( قاتل نفسه عمدا ) لما روى مسلم عن جابر بن سمرة أن { رجلا قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه } .

                                                                                                                      وفي رواية للنسائي قال النبي صلى الله عليه وسلم { : أما أنا فلا أصلي عليه } والمشاقص جمع مشقص قال في القاموس : والمشقص كمنبر : نصل عريض أو سهم فيه ذلك والنصل الطويل أو سهم فيه ذلك يرمى به الوحش ا هـ فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة على الغال وقاتل نفسه وهو الإمام وأمر غيره بالصلاة عليهما وألحق به من ساواه في ذلك لأن ما ثبت في حقه ثبت في حق غيره ، ما لم يقم على اختصاصه به دليل وأما تركه صلى الله عليه وسلم للصلاة على مدين لم يخلف وفاء ، فكان في ابتداء الإسلام ، ثم نسخ ، كما يأتي في الخصائص .

                                                                                                                      ( ولو صلى ) الإمام الأعظم أو قاضيه ( عليهما ) أي : على الغال وقاتل نفسه عمدا ( فلا بأس كبقية الناس ) لأن امتناعه من ذلك ردع وزجر ، لا لتحريمه ( وإن ترك أئمة الدين الذين يقتدى بهم الصلاة على قاتل نفسه ، زجرا لغيره فهذا أحق ) لأن له شبها بما سبق وبإقامة الحدود .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية