الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 97 ] حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن علي بن المثنى ، ثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه ، قال : سمعت الفضيل يقول : " المؤمن يهمه الهرب بذنبه إلى الله ، يصبح مغموما ، ويمسي مغموما " .

              قال : وسمعت الفضيل ، يقول : " حسناتك من عدوك أكثر منها من صديقك ، قيل : وكيف ذاك يا أبا علي ؟ قال : إن صديقك إذا ذكرت بين يديه قال : عافاه الله ، وعدوك إذا ذكرت بين يديه يغتابك الليل والنهار ، وإنما يدفع المسكين حسناته إليك ، فلا ترض إذا ذكر بين يديك أن تقول : اللهم أهلكه ، لا بل ادع الله : اللهم أصلحه ، اللهم راجع به ، ويكون الله يعطيك أجر ما دعوت به فإنه من قال لرجل : اللهم أهلكه فقد أعطى الشيطان سؤاله ; لأن الشيطان إنما يدور على هلاك الخلق " .

              قال : وسمعت الفضيل بن عياض يقول : " درجة الرضا عن الله عز وجل درجة المقربين ، ليس بينهم وبين الله تعالى إلا روح وريحان " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، قال : قال رجل : مررت ذات يوم بفضيل بن عياض ، فقلت له : أوصني بوصية ينفعني الله بها ، قال : " يا عبد الله أخف مكانك ، واحفظ لسانك ، واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات كما أمرك " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو يحيى الرازي ، ثنا محمد بن علي ، قال : سمعت إبراهيم بن الشماس يقول : قال رجل للفضيل بن عياض : أوصني قال : " أخف مكانك لا تعرف فتكرم بعملك ، واخزن لسانك إلا من خير ، وتعاهد قلبك أن لا يقسو ، وهل تدري ما قساوة من أذنب ؟ " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا أبو النضر ، ثنا إسماعيل بن عبد الله العجلي ، قال : سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله الحذاء يقول : وقفنا للفضيل بن عياض على باب المسجد الحرام ، ونحن شبان علينا الصوف ، فخرج علينا فلما رآنا قال : " وددت أني لم أركم ولم تروني ، أتروني سلمت منكم أن أكون ترسا لكم حيث رأيتكم وتراءيتم لي ؟ لأن أحلف عشرا أني [ ص: 98 ] مراء وأني مخادع أحب من أن أحلف واحدة أني لست كذلك " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عباس بن أبي طالب ، ثنا علي بن يحيى ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول لأصحاب الحديث : " إني لأذكركم بالليل - أو جوف الليل - فيقع علي التقطير " .

              حدثنا أبي رحمه الله ، ثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى ، ثنا إسماعيل بن يزيد ، ثنا إبراهيم بن الأشعث قال : سمعت فضيل بن عياض يقول : " المؤمن قليل الكلام كثير العمل ، والمنافق كثير الكلام قليل العمل ، كلام المؤمن حكم ، وصمته تفكر ، ونظره عبرة ، وعمله بر ، وإذا كنت كذا لم تزل في عبادة " .

              حدثنا أبي ، ثنا محمد ، ثنا إسماعيل ، ثنا إبراهيم ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : " لأن يدنو الرجل من جيفة منتنة خير له من أن يدنو إلى هؤلاء - يعني السلطان - " .

              وسمعته يقول : " رجل لا يخالط هؤلاء ، ولا يزيد على المكتوبة أفضل عندنا من رجل يقوم الليل ، ويصوم النهار ، ويحج ويعتمر ، ويجاهد في سبيل الله ويخالطهم " .

              حدثنا أبي ، ثنا محمد ، ثنا إسماعيل ، ثنا إبراهيم ، قال : قال الفضيل : " لأن يطلب الرجل الدنيا بأقبح ما تطلب به أحسن من أن يطلب بأحسن ما تطلب به الآخرة " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، ثنا الفيض بن إسحاق ، قال : سمعت الفضيل بن عياض ، يقول : " ليس في الأرض شيء أشد من ترك شهوة " .

              ثم حدثنا عن حصين ، عن بكر بن عبد الله قال : " الرجل عبد بطنه ، عبد شهوته ، عبد زوجته لا بقليل يقنع ، ولا من كثير يشبع يجمع لمن لا يحمده ، ويقدم على من لا يقدره " .

              قال : وسمعت الفضيل يقول : " تزينت لهم بالصوف ، ولم ترهم يرفعون لك رأسا ، تزينت لهم بالقرآن فلم ترهم يرفعون بك رأسا ، تزينت لهم بشيء بعد شيء كل ذلك إنما هو لحب الدنيا " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا الفيض بن إسحاق ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : " كنت قبل اليوم أعجب [ ص: 99 ] ممن يعطي وأنا اليوم لا أعجب ; لأن الذي يطلب ليس بصغير ، وأنت لو بلغك أن رجلا تصدق بألف درهم من ماله لتعجبت ، أو يكون صاحب غزو أو رباط لتعجبت ، وما تدري ما تطلب لو كنت تعقل هذا ، ولكنك لا تعقله ، والله لو أخبرت عن جبريل وإسرافيل بشدة اجتهاده ما عجبت ، وكان ذلك قليلا عندما يطلبون ، أتدري أي شيء يطلبون ؟ وأي شيء يريدون ؟ رضا ربهم عز وجل " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو يعلى الموصلي ، ثنا عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : " إن الله تعالى يقسم المحبة كما يقسم الرزق وكل ذا من الله تعالى ، وإياكم والحسد فإنه ليس له دواء . من عامل الله عز وجل بالصدق أورثه الله عز وجل الحكمة " .

              حدثنا محمد ، ثنا أبو يعلى ، ثنا عبد الصمد ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : " إنما أتي الناس من خصلتين حب الدنيا ، وطول الأمل " .

              قال : قال الحسن : " ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل " .

              قال : وسمعت الفضيل يقول : " اجعلوا دينكم بمنزلة صاحب الجوز ، إن أحدكم يشتري الجوز فيحركه فما كان من جيد جعله في كمه ، وما كان من رديء رده ، وكذلك الحكمة ، من تكلم بحكمة قبل منه ، ومن تكلم بسوى ذلك فدعه " .

              وقال الفضيل : " أمرنا أن لا نأخذ الشيء إلا في وقت الحاجة ، فإذا كان ذاك لم تجعل فيما بينك وبين الله عز وجل الأنفة " .

              قال : وسمعت الفضيل يقول : " اسلك الحياة الطيبة : الإسلام والسنة " .

              أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير في كتابه ، ح وحدثني عنه محمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ، ثنا محمد بن الحسن ، ثنا معاوية بن عمرو ، ثنا الفضيل بن عياض ، قال : " ما بكت عين عبد قط حتى يضع الرب عز وجل يده على قلبه ولا بكت عين عبد قط إلا فضل من رحمة الله " .

              حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا إسحاق بن الجراح ، ثنا الحسين بن زياد ، قال : أخذ فضيل بن عياض بيدي ، فقال : " يا حسين ينزل الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا ، فيقول الرب : من ادعى محبتي إذا جنه [ ص: 100 ] الليل نام عني ؟ أليس كل حبيب يحب خلوة حبيبه ؟ ها أنذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل مثلت نفسي بين أعينهم ، فخاطبوني على المشاهدة ، وكلموني على حضوري ، غدا أقر أعين أحبائي في جناتي " .

              حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن الحسن الهيثمي ، ثنا عباس الدوري ، ثنا محمد بن طفيل ، قال : سمعت فضيل بن عياض يقول : " حزن الدنيا يذهب بهم الآخرة ، وفرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة " .

              حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، ثنا عبد الله بن بشر بن صالح ، ثنا أحمد بن مالك التيمي ، ثنا محمد بن الطفيل ، قال : رأى فضيل بن عياض قوما من أصحاب الحديث يمزحون ويضحكون فناداهم : " مهلا يا ورثة الأنبياء مهلا ثلاثا إنكم أئمة يقتدى بكم " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا المفضل بن محمد الجندي ، ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يقول : سمعت الفضيل بن عياض ، يقول : " يغفر للجاهل سبعون ذنبا ما لم يغفر للعالم ذنب واحد " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا إبراهيم بن الأشعث ، قال : سمعت الفضيل بن عياض ، يقول : " ما يؤمنك أن تكون ، بارزت الله بعمل مقتك عليه فأغلق دونك أبواب المغفرة ، وأنت تضحك كيف ترى أن يكون حالك ؟ " .

              حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني قاسم بن هاشم ، ثنا إسحاق بن عباد بن موسى ، عن أبي علي الرازي ، قال : صحبت الفضيل بن عياض ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا ، ولا متبسما إلا يوم مات ابنه علي ، فقلت له في ذلك فقال : " إن الله عز وجل أحب أمرا ، فأحببت ما أحب الله " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو يحيى الرازي ، ثنا محمد بن علي ، قال : سمعت إبراهيم بن الأشعث ، يقول : سمعت الفضيل بن عياض ، يقول : " لن يتقرب العباد إلى الله بشيء أفضل من الفرائض ، الفرائض رءوس الأموال والنوافل الأرباح " .

              [ ص: 101 ] حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، ثنا إبراهيم بن الأشعث ، قال : سمعت الفضيل يقول : " يا سفيه ما أجهلك ! ألا ترضى أن تقول : أنا مؤمن ، حتى تقول : أنا مستكمل الإيمان ، لا والله لا يستكمل العبد الإيمان حتى يؤدي ما افترض الله تعالى عليه ، ويجتنب ما حرم الله تعالى عليه ، ويرضى بما قسم الله تعالى له ، ثم يخاف مع ذلك أن لا يتقبل منه " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا الحسن بن الصباح البزار ، ثنا المؤمل ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : " لو قال لي رجل : أمؤمن أنت ما كلمته أبدا " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا الفضل بن محمد الجندي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري ، قال : سمعت الفضيل بن عياض ، يقول : " قال الله تعالى : أيحزن عبدي المؤمن أن أبسط له الدين وهو أقرب له مني ، ويفرح أن أبسط له في الدنيا وهو أبعد له مني " .

              حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان ، حدثني بعض أصحابنا عن بشر بن الحارث ، قال : قال الفضيل بن عياض : " كما أن القصور ، لا تسكنها الملوك حتى تفرغ كذلك القلب لا يسكنه الحزن من الخوف حتى يفرغ " .

              حدثنا أبو بكر ، ثنا أحمد بن عبد الله بن محمد ، ثنا أبو بكر الشيباني ، قال : قال الفضيل بن عياض : " كل حزن يبلى إلا حزن التائب " .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو جعفر الحذاء ، قال : سمعت فضيل بن عياض ، يقول : أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي ، فقلت له : " إن كنت تظن أنه بقي على وجه الأرض شر مني ومنك فبئس ما تظن " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا علي بن الحسين بن مخلد ، قال : قال الفيض بن إسحاق : اشتريت دارا وكتبت كتابا ، وأشهدت عدولا فبلغ ذلك الفضيل بن عياض فأرسل إلي يدعوني فلم أذهب ، ثم أرسل إلي فمررت [ ص: 102 ] إليه فلما رآني ، قال : يا ابن يزيد بلغني أنك اشتريت دارا ، وكتبت كتابا وأشهدت عدولا ، قلت : قد كان ذلك ، قال : فإنه يأتيك من لا ينظر في كتابك ، ولا يسأل عن بينتك حتى يخرجك منها شاخصا يسلمك إلى قبرك خالصا ، فانظر أن لا تكون اشتريت هذه الدار من غير مالك ، أو ورثت مالا من غير حله فتكون قد خسرت الدنيا والآخرة ، ولو كنت حين اشتريت كتبت على هذه النسخة : هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت قد أزعج بالرحيل اشترى منه دارا تعرف بدار الغرور حد منها في زقاق الفناء إلى عسكر الهالكين ، ويجمع هذه الدار حدود أربعة : الحد الأول ينتهي منها إلى دواعي العاهات ، والحد الثاني ينتهي إلى دواعي المصيبات ، والحد الثالث ينتهي منها إلى دواعي الآفات ، والحد الرابع ينتهي إلى الهوى المردي والشيطان المغوي ، وفيه يشرع باب هذه الدار على الخروج من عز الطاعة إلى الدخول في ذل الطلب فما أدركك في هذه الدار فعلى مبلبل أجسام الملوك ، وسالب نفوس الجبابرة ، ومزيل ملك الفراعنة مثل كسرى وقيصر وتبع وحمير ، ومن جمع المال فأكثر ، واتحد ونظر بزعمه الولد ، ومن بنى وشيد وزخرف ، وأشخصهم إلى موقف العرض إذا نصب الله عز وجل كرسيه لفصل القضاء ، وخسر هنالك المبطلون يشهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى ، ونظر بالعينين إلى زوال الدنيا ، وسمع صارخ الزهد عن عرصاتها ، ما أبين الحق لذي عينين ، إن الرحيل أحد اليومين ، فبادروا بصالح الأعمال فقد دنا النقلة والزوال " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن علي بن المثنى ، ثنا عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : " ما لكم وللملوك ؟ ما أعظم منهم عليكم ، قد تركوا لكم طريق الآخرة فاركبوا طريق الآخرة ، ولكن لا ترضون تبيعونهم بالدنيا ، ثم تزاحمونهم على الدنيا ما ينبغي لعالم أن يرضى هذا لنفسه " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد ، ثنا عبد الصمد ، قال : سمعت الفضيل يقول : " يكون شغلك في نفسك ولا يكون شغلك في غيرك فمن كان شغله في غيره [ ص: 103 ] فقد مكر به " .

              وقال الفضيل : " لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صيام ، ولا صلاة ، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس ، وسلامة الصدور ، والنصح للأمة " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن النضر الأزدي ، ثنا عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت الفضيل يقول : " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله ، وأخرج نور الإسلام من قلبه " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا أبو يعلى ، ثنا عبد الصمد ، قال : سمعت الفضيل يقول : " إذا رأيت مبتدعا في طريق فخذ في طريق آخر " .

              وقال الفضيل : " لا يرتفع لصاحب بدعة إلى الله عز وجل عمل " .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ومحمد بن علي ، قالا : ثنا أبو يعلى ، ثنا عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : " من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام " ، قال : وسمعت رجلا قال للفضيل : من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها .

              قال : وسمعت فضيلا يقول : " نظر المؤمن إلى المؤمن جلاء القلب ، ونظر الرجل إلى صاحب البدعة يورث العمى " .

              قال : وسمعت الفضيل يقول : " من أتاه رجل فشاوره ، فقصر عمله فدله على مبتدع فقد غش الإسلام " .

              وقال الفضيل : " إني أحب من أحبهم الله ، وهم الذين يسلم منهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وأبغض من أبغضه الله وهم أصحاب الأهواء والبدع " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا أحمد بن علي ، ثنا عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت الفضيل يقول : " لأن آكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة ; فإني إذا أكلت عندهما لا يقتدى بي ، وإذا أكلت عند صاحب بدعة اقتدى بي الناس ، أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد ، وعمل قليل في سنة خير من عمل صاحب بدعة ، ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة ، ومن جلس إلى صاحب بدعة فاحذره ، وصاحب بدعة لا تأمنه على دينك ولا تشاوره في أمرك ، ولا تجلس إليه ، فمن جلس إليه ورثه الله عز وجل العمى ، وإذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له ، وإن [ ص: 104 ] قل عمله فإني أرجو له ; لأن صاحب السنة يعرض كل خير ، وصاحب البدعة لا يرتفع له إلى الله عمل ، وإن كثر عمله " .

              قال : وسمعت الفضيل يقول : " إن الله عز وجل وملائكته يطلبون حلق الذكر فانظر مع من يكون مجلسك ، لا يكون مع صاحب بدعة ; فإن الله تعالى لا ينظر إليهم ، وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة ، وأدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة وهم ينهون عن أصحاب البدعة " .

              قال : وسمعت فضيلا يقول : " إن لله عبادا يحيى بهم العباد والبلاد ، وهم أصحاب سنة ، من كان يعقل ما يدخل جوفه من حله كان في حزب الله تعالى " .

              وقال الفضيل : " أحق الناس بالرضا عن الله أهل المعرفة بالله " .

              وقال الفضيل : " من مقت نفسه في ذات الله أمنه الله من مقته " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدوري ، حدثني حسين بن زياد ، قال : سمعت فضيلا يقول : " ما على الرجل إذا كان فيه ثلاث خصال إذا لم يكن صاحب هوى ، ولا يشتم السلف ، ولا يخالط السلطان " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني داود بن مهران ، قال : سمعت فضيلا ، يقول في قوله : ( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ) قال : " أوفوا بما أمرتكم أوف لكم بما وعدتكم " .

              حدثنا أبو محمد ، ثنا أحمد بن أحمد ، ثنا العلاء العطار ، قال : سمعت فضيلا يقول في قوله : ( إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار ) قال : " أخلصوا بهم الآخرة " .

              قال : وحدثني العلاء العطار ، قال : حدثني محمد بن فضيل ، قال : " رأيت أبي في المنام ، فقلت : يا أبت ما صنع بك في العمر الذي كنت فيه ؟ قال : لم أر للعبد خيرا من ربه " .

              حدثنا أبو محمد ، ثنا أحمد ، ثنا أحمد ، ثنا الفيض بن إسحاق ، قال : سمعت الفضيل بن عياض ، يقول : " إذا أراد الله عز وجل أن يتحف العبد سلط عليه من يظلمه " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية