الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى

                                                                                                                                                                                                                                        ( الذي جعل لكم الأرض مهدا ) مرفوع صفة لـ ( ربي ) أو خبر لمحذوف أو منصوب على المدح . وقرأ الكوفيون هنا وفي «الزخرف » ( مهدا ) أي كالمهد تتمدونها ، وهو مصدر سمي به ، والباقون مهادا وهو اسم ما يمهد كالفراش أو جمع مهد ولم يختلفوا في الذي في «النبأ » . ( وسلك لكم فيها سبلا ) وجعل لكم فيها سبلا بين الجبال والأودية والبراري تسلكونها من أرض إلى أرض لتبلغوا منافعها . ( وأنزل من السماء ماء ) مطرا .

                                                                                                                                                                                                                                        ( فأخرجنا به ) عدل به عن لفظ الغيبة إلى صيغة التكلم على الحكاية لكلام الله تعالى ، تنبيها على ظهور ما فيه من الدلالة على كمال القدرة والحكمة وإيذانا بأنه مطاع تنقاد الأشياء المختلفة لمشيئته ، وعلى هذا نظائره كقوله : ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ) ( أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ) الآية . ( أزواجا ) أصنافا سميت بذلك لازدواجها واقتران بعضها ببعض . ( من نبات ) بيان أو صفة لأزواجا وكذلك : ( شتى ) ويحتمل أن يكون صفة لـ ( نبات ) فإنه من حيث إنه مصدر في الأصل يستوي فيه الواحد والجمع ، وهو جمع شتيت كمريض ومرضى أي متفرقات في الصور والأغراض والمنافع يصلح بعضها للناس وبعضها للبهائم فلذلك قال :

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية