الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8727 - من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه (م 4) عن سهل بن حنيف - (صح)

التالي السابق


(من سأل الله الشهادة بصدق) قيد السؤال بالصدق لأنه معيار الأعمال ومفتاح بركاتها وبه ترجى ثمراتها (بلغه الله منازل الشهداء) مجازاة له على صدق الطلب، وفي قوله "منازل الشهداء" بصيغة الجمع مبالغة ظاهرة (وإن مات على فراشه) لأن كلا منهما نوى خيرا وفعل ما يقدر عليه فاستويا في أصل الأجر، ولا يلزم من استوائهما فيه من هذه الجهة استواؤهما في كيفيته وتفاصيله؛ إذ الأجر على العمل ونيته يزيد على مجرد النية، فمن نوى الحج ولا مال له يحج به يثاب دون ثواب من باشر أعماله، ولا ريب أن الحاصل للمقتول من ثواب الشهادة تزيد كيفيته وصفاته على الحاصل للناوي الميت على فراشه وإن بلغ منزلة الشهيد، فهما وإن استويا في الأجر لكن الأعمال التي قام بها العامل تقتضي أثرا زائدا وقربا خاصا، وهو فضل الله يؤتيه من يشاء، فعلم من التقرير أنه لا حاجة لتأويل البعض وتكلفه بتقدير "من" بعد قوله "بلغه الله"، فأعط ألفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم حقها، وأنزلها منازلها يتبين لك المراد، وفيه ندب سؤال الشهادة بنية صادقة

(م 4) في الجهاد من حديث سهل بن أسعد بن سهل بن حنيف عن أبيه (عن) جده ( سهل بن حنيف ) بضم المهملة مصغرا، ولم يخرجه البخاري ، واستدركه الحاكم فوهم، وسهل هذا تابعي ثقة، واسم أبيه أسعد: صحابي ولد في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسماه باسم جده لأمه بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة ، وكناه بكنيته، وجده سهل بن حنيف بن وهب الأوسي، شهد بدرا وثبت يوم أحد، وأبلى يومئذ بلاء حسنا، وليس في الصحابة سهل بن حنيف غيره، ومن لطائف إسناد الحديث أنه من رواية الرجل عن أبيه عن جده.



الخدمات العلمية