الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : والشعراء الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحدهما من الأنصار، والآخر من قوم آخرين، وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه، وهم السفهاء، فأنزل الله : والشعراء يتبعهم الغاوون الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن الضحاك ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 320 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عكرمة قال : تهاجى شاعران في الجاهلية، وكان مع كل واحد منهما فئام من الناس، فأنزل الله : والشعراء يتبعهم الغاوون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وابن عساكر ، عن عروة قال : لما نزلت : والشعراء إلى قوله : ما لا يفعلون قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله، قد علم الله أني منهم . فأنزل الله : إلا الذين آمنوا . إلى قوله : ينقلبون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وأبو داود في "ناسخه"، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي حسن سالم البراد قال : لما نزلت : والشعراء الآية . جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت وهم يبكون، فقالوا : يا رسول الله، لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء، هلكنا؟ فأنزل الله : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، والحاكم ، عن أبي الحسن مولى بني نوفل، أن عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت "الشعراء" يبكيان وهو يقرأ : « والشعراء يتبعهم الغاوون » . حتى بلغ : « وعملوا الصالحات » . [ ص: 321 ] قال : «أنتم»، وذكروا الله كثيرا قال : «أنتم»، وانتصروا من بعد ما ظلموا قال : «أنتم»، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال : «الكفار» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس يتبعهم الغاوون قال : هم الكفار، يتبعون ضلال الجن والإنس، في كل واد يهيمون في كل لغو يخوضون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون أكثر قولهم يكذبون، ثم استثنى منهم فقال : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا : في كلامهم، وانتصروا من بعد ما ظلموا قال : ردوا على الكفار الذين كانوا يهجون المؤمنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس : والشعراء قال : المشركون منهم الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم، يتبعهم الغاوون : غواة الجن، في كل واد يهيمون في كل فن من الكلام يأخذون، ثم استثنى فقال : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات يعني حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك، كانوا يذبون عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هجاء المشركين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس : يتبعهم الغاوون . [ ص: 322 ] قال : هم الرواة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري في "الأدب"، وأبو داود في "ناسخه"، عن ابن عباس : والشعراء يتبعهم الغاوون فنسخ من ذلك واستثنى، فقال : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، وابن عساكر ، عن ابن عباس : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا قال : أبو بكر وعمر وعلي وعبد الله بن رواحة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، والبخاري في "تاريخه"، وأبو يعلى ، وابن مردويه ، عن كعب بن مالك، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أنزل في الشعراء ما أنزل، فكيف ترى فيه؟ فقال : «إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده، لكأن ما ترمونهم به مثل نضح النبل» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، عن أبي سعيد قال : بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرض شاعر ينشد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «لأن يمتلئ جوف [ ص: 323 ] أحدكم قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الديلمي عن ابن مسعود مرفوعا : «الشعراء الذين يموتون في الإسلام يأمرهم الله أن يقولوا شعرا تتغنى به الحور العين لأزواجهن في الجنة، والذين ماتوا في الشرك يدعون بالويل والثبور في النار» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن من الشعر حكمة» قال : وأتاه قرظة بن كعب وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت، فقالوا : إنا نقول الشعر وقد نزلت هذه الآية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اقرءوا» . فقرءوا : والشعراء إلى قوله : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال : «أنتم هم» . وذكروا الله كثيرا قال : «أنتم هم» . وانتصروا من بعد ما ظلموا قال : «أنتم هم» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن عكرمة في قوله : والشعراء يتبعهم الغاوون قال : كان الشاعران يتقاولان ليكون لهذا تبع ولهذا تبع .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 324 ] وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن عكرمة : والشعراء يتبعهم الغاوون قال : هم عصاة الجن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة : والشعراء يتبعهم الغاوون قال : الشياطين، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون قال : يمدحون قوما بباطل ويشتمون قوما بباطل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد : والشعراء يتبعهم الغاوون قال : الشياطين، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون قال : في كل فن يفتنون، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية . قال : عبد الله بن رواحة وأصحابه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال : هذه ثنية الله من الشعراء ومن غيرهم، وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا قال : وهي في بعض [ ص: 325 ] القراءة (وانتصروا بمثل ما ظلموا) قال : نزلت هذه الآية في رهط من الأنصار، هاجوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ منهم كعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت، وسيعلم الذين ظلموا من الشعراء وغيرهم أي منقلب ينقلبون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية . قال : نزلت في عبد الله بن رواحة، وفي شعراء الأنصار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد ، وابن أبي شيبة ، عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت : «اهج المشركين، فإن جبريل معك» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد ، قال : قيل : يا رسول الله، إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجوك . فقام ابن رواحة، فقال : يا رسول الله، ائذن لي فيه . قال : «أنت الذي تقول : ثبت الله؟» . قال : نعم يا رسول الله، قلت :

                                                                                                                                                                                                                                      ثبت الله ما أعطاك من حسن تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصرا



                                                                                                                                                                                                                                      قال : «وأنت ففعل الله بك مثل ذلك» . ثم وثب كعب فقال : يا رسول [ ص: 326 ] الله ائذن لي فيه . فقال : «أنت الذي تقول : همت؟» . قال : نعم يا رسول الله، قلت :

                                                                                                                                                                                                                                      همت سخينة أن تغالب     ربها فليغلبن مغالب الغلاب

                                                                                                                                                                                                                                      قال : «أما إن الله لم ينس لك ذلك» . ثم قام حسان الحسام فقال : يا رسول الله، ائذن لي فيه . وأخرج لسانا له أسود فقال : يا رسول الله، إنه لو شئت لفريت به المزاد، ائذن لي فيه . فقال : «اذهب إلى أبي بكر فليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم، واهجهم وجبريل معك» .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد عن ابن بريدة، أن جبريل أعان حسان بن ثابت على مدحته النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد ، وأحمد ، عن أبي هريرة قال : مر عمر بحسان وهو ينشد في المسجد، فلحظ إليه، فنظر إليه، فقال : قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير [ ص: 327 ] منك، فسكت، ثم التفت حسان إلى أبي هريرة ، فقال : أنشدك بالله، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أجب عني، اللهم أيده بروح القدس»؟ قال : نعم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد ، عن ابن سيرين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة وهم في سفر : «أين حسان بن ثابت؟» . فقال : لبيك يا رسول الله وسعديك . قال : «احد» . فجعل ينشده ويصغي إليه، حتى فرغ من نشيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لهذا أشد عليهم من وقع النبل» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن حسن بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة : «ما الشعر؟» . قال : شيء يختلج في صدر الرجل فيخرجه على لسانه شعرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد ، عن مدرك بن عمارة قال : قال عبد الله بن رواحة : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول؟» . كأنه يتعجب لذاك، قلت : أنظر في ذاك ثم أقول . قال : «فعليك بالمشركين» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من يحمي أعراض المسلمين؟» . فقال عبد الله بن رواحة : أنا، وقال كعب بن [ ص: 328 ] مالك : أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنك تحسن الشعر» . وقال حسان بن ثابت : أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اهجهم؛ فإن روح القدس سيعينك» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إذا نصر القوم بسلاحهم أنفسهم، فألسنتهم أحق» . فقام رجل فقال : يا رسول الله، أنا . قال : «لست هناك» . فجلس، فقام آخر فقال : يا رسول الله، أنا . فقال بيده يعني : اجلس . فقام حسان فقال : يا رسول الله، ما يسرني به مقولا بين صنعاء وبصرى، وإنك ما سببت قوما قط بشيء هو أشد عليهم من شيء يعرفونه، فمر بي إلى من يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع لساني . فأمر به إلى أبي بكر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد ، عن محمد بن سيرين قال : هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثلاثة من كفار قريش؛ أبو سفيان بن الحارث، وعمرو بن العاص، وابن الزبعرى، فقال قائل لعلي : اهج عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا . فقال علي : إن أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت . فقال الرجل : يا رسول الله، ائذن لعلي كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين هجونا . فقال : «ليس هناك» . ثم قال للأنصار : «ما يمنع القوم الذين قد نصروا رسول الله بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه [ ص: 329 ] بألسنتهم؟» . فقال حسان بن ثابت : أنا لها يا رسول الله، وأخذ بطرف لسانه فقال : والله ما يسرني بهم مقولا بين بصرى وصنعاء . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وكيف تهجوهم وأنا منهم؟» . فقال : إني أسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين . فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار يجيبونهم؛ حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة . فكان حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم؛ بالوقائع والأيام والمآثر، ويعيرونهم بالمثالب، وكان ابن رواحة يعيرهم بالكفر، وينسبهم إلى الكفر، ويعلمهم أنه ليس فيهم شيء شرا من الكفر، وكانوا في ذلك الزمان، أشد القول عليهم قول حسان وكعب، وأهون القول عليهم قول ابن رواحة، فلما أسلموا وفقهوا الإسلام، كان أشد القول عليهم قول عبد الله بن رواحة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن من الشعر حكما» .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 330 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : «إن من الشعر حكما» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن من الشعر حكما، وإن من البيان سحرا» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن فضالة بن عبيد في قوله : وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال : هؤلاء الذين يخربون البيت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اتركوا الحبشة ما تركوكم؛ فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والحاكم وصححه، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «يبايع رجل بين الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه» .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 331 ] وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «اتركوا الحبشة ما تركوكم؛ فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال : من آخر أمر الكعبة، أن الحبشة يغزون البيت، فيتوجه المسلمون نحوهم، فيبعث الله عليهم ريحا إثرها شرقية، فلا يدع الله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى إلا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقي عجاج من الناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، والنسائي ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن علي بن أبي طالب قال : كأني أنظر إلى رجل من الحبش، أصلع، أصمع، حمش الساقين، جالس عليها وهو يهدمها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 332 ] وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال : كأني به، أصيلع أفيدع قائم عليها، يهدمها بمسحاته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عائشة قالت : كتب أبي في وصيته سطرين : بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند خروجه من الدنيا، حين يؤمن الكافر، ويتقي الفاجر، ويصدق الكاذب، إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ، فإن يعدل فذلك ظني به، ورجائي فيه، وإن يجر ويبدل فلا أعلم الغيب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عبد الله بن رباح قال : كان صفوان بن محرز إذا قرأ هذه الآية بكى : وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية