الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                [ ص: 293 ] فرع

                                                                                                                قال : ينبغي في الرد على الذمة أن يقول : عليكم بغير واو ، كما في " الموطأ " ، فإن تحققت أنهم قالوا : السام عليك وهو الموت ، أو السلام بكسر السين ، وهو الحجارة ، فإن شئت قلت : وعليك بالواو ; لأنه يستجاب لنا فيهم ، ولا يستجاب لهم فينا ، لما جاء في " مسلم " أن اليهود دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : السلام عليكم ، فقال النبي عليه السلام : " وعليكم " ، فقالت عائشة رضي الله عنها : السلام عليكم ، ولعنة الله ، وغضبه يا إخوة القردة ، والخنازير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : عليك بالحلم ، وإياك والجهل ، فقالت : يا رسول الله ، أما سمعت ما قالوا ، فقال : سمعت ما رددت عليهم ، فاستجيب لنا فيهم ، ولم يستجب لهم فينا " ، وإن لم تتحقق ذلك ، قلت : " وعليك " بالواو ; لأنك إن قلت بغير واو ، وكان هو قد قال : السلام عليكم ، كنت قد نفيت السلام عن نفسك ، ورددته عليه .

                                                                                                                فرع

                                                                                                                قال : الاستقالة من الذمي الذي قال مالك : لا تفعل أن تقول إنما ابتدأتك بالسلام ; لأني ظننتك مسلما فلا تظن أني قصدتك ; لأنه يجدد غبطة الذمي ، والسلام من العقود التي تتبع المقاصد .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية