الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7 رواه صالح بن كيسان ويونس ومعمر عن الزهري.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي روى الحديث المذكور صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. أخرجه البخاري بتمامه في كتاب الحج من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان به، ولكنه انتهى عند قول أبي سفيان: حتى أدخل الله علي الإسلام، ولم يذكر قصة ابن الناطور، وكذا أخرجه مسلم بدونها من رواية إبراهيم المذكور، وصالح هو أبو محمد، ويقال: أبو الحارث بن كيسان الغفاري بكسر الغين المعجمة والفاء المخففة وبالراء، والدوسي بفتح الدال المهملة مولاهم المدني، مؤدب، ولد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، سمع ابن عمر وابن الزبير وغيرهما من التابعين، وعنه من التابعين عمرو بن دينار وغيره.

                                                                                                                                                                                  سئل أحمد عنه، فقال: بخ بخ، قال الحاكم: توفي وهو ابن مائة سنة ونيف وستين سنة، وكان لقي جماعة من الصحابة، ثم بعد ذلك تلمذ عن الزهري وتلقن منه العلم وهو ابن تسعين سنة، قال الواقدي: توفي بعد الأربعين [ ص: 101 ] ومائة، قال غيره: سنة خمس وأربعين، قلت: فعلى هذا يكون أدرك النبي عليه السلام وعمره نحو عشرين، وفيما قاله الحاكم نظر، وليس في الكتب الستة صالح بن كيسان غير هذا، فافهم.

                                                                                                                                                                                  قوله " ويونس " أي رواه أيضا يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري، وأخرج رواية البخاري أيضا بهذا الإسناد في الجهاد مختصرة من طريق الليث، وفي الاستئذان مختصرة أيضا من طريق ابن المبارك; كلاهما عن يونس عن الزهري بسنده بعينه ولم يسقه بتمامه، وقد ساقه بتمامه الطبراني من طريق عبد الله بن صالح عن الليث، وذكر فيه قصة ابن الناطور. قوله " ومعمر " أي رواه أيضا معمر بن راشد عن الزهري وأخرج روايته أيضا البخاري بتمامها في التفسير، فقد ظهر لك أن هؤلاء الثلاثة عند البخاري، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، وأن الزهري إنما رواه لأصحابه بسند واحد عن شيخ واحد، وهو عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما لا كما توهمه الكرماني; حيث يقول: اعلم أن هذه العبارة تحتمل وجهين: أن يروي البخاري عن الثلاثة بالإسناد المذكور أيضا، كأنه قال: أخبرنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا هؤلاء الثلاثة، عن الزهري. وأن يروي عنه بطريق آخر كما أن الزهري أيضا يحتمل في روايته للثلاثة أن يروي عن عبيد الله عن عبد الله بن عباس، وأن يروي لهم عن غيره وهذا توهم فاسد من وجهين، أحدهما: أن أبا اليمان لم يلحق صالح بن كيسان ولا سمع من يونس، والآخر: لو احتمل أن يروي الزهري هذا الحديث لهؤلاء الثلاثة أو لبعضهم عن شيخ آخر لكان ذلك خلافا قد يفضي إلى الاضطراب الموجب للضعف، وهذا إنما نشأ منه لعدم تحريره في النقل واعتماده من هذا الفن على العقل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية