الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله : ( تلك آيات الكتاب الحكيم ( 1 ) )

قال أبو جعفر : اختلف في تأويل ذلك .

فقال بعضهم : تلك آيات التوراة .

ذكر من قال ذلك :

17525 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان عن مجاهد : ( تلك آيات الكتاب الحكيم ) ، قال : التوراة والإنجيل .

17526 - . . . . قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا هشام ، عن عمرو ، عن سعيد ، عن قتادة : ( تلك آيات الكتاب ) ، قال : الكتب التي كانت قبل القرآن .

وقال آخرون : معنى ذلك : هذه آيات القرآن .

قال أبو جعفر : وأولى التأويلين في ذلك بالصواب ، تأويل من تأوله : " هذه آيات القرآن " ووجه معنى ( تلك ) إلى معنى " هذه " وقد بينا وجه توجيه ( تلك ) إلى هذا المعنى في " سورة البقرة " بما أغنى عن إعادته .

و ( الآيات ) ، الأعلام و ( الكتاب ) ، اسم من أسماء القرآن ، وقد بينا كل ذلك فيما مضى قبل . [ ص: 12 ]

وإنما قلنا : هذا التأويل أولى في ذلك بالصواب ، لأنه لم يجئ للتوراة والإنجيل قبل ذكر ولا تلاوة بعد فيوجه إليه الخبر .

فإذا كان ذلك كذلك ، فتأويل الكلام : والرحمن ؛ هذه آيات القرآن الحكيم .

ومعنى ( الحكيم ) ، في هذا الموضع ، " المحكم " ، صرف " مفعل " إلى " فعيل " كما قيل : ( عذاب أليم ) ، بمعنى مؤلم ، وكما قال الشاعر :

أمن ريحانة الداعي السميع

وقد بينا ذلك في غير موضع من الكتاب .

فمعناه إذا : تلك آيات الكتاب المحكم ، الذي أحكمه الله وبينه لعباده ، كما قال جل ثناؤه : ( الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) [ سورة هود : 1 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية