[ ص: 49 ] القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28981_19052_19046وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون ( 21 ) )
قال
أبو جعفر : يقول ، تعالى ذكره : وإذا رزقنا المشركين بالله فرجا بعد كرب ، ورخاء بعد شدة أصابتهم .
وقيل : عنى به المطر بعد القحط . و " الضراء " : هي الشدة ، و " الرحمة " : هي الفرج . يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إذا لهم مكر في آياتنا ) ، استهزاء وتكذيب ، كما :
17592 - حدثنا
المثنى قال : حدثنا
أبو حذيفة قال : حدثنا
شبل عن
ابن أبي نجيح عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إذا لهم مكر في آياتنا ) قال : استهزاء وتكذيب .
17593 - . . . قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
عبد الله عن
ورقاء عن
ابن أبي نجيح عن
مجاهد مثله .
17594 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
مجاهد مثله .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21قل الله أسرع مكرا ) يقول ، تعالى ذكره : ( قل ) لهؤلاء المشركين المستهزئين من حججنا وأدلتنا ، يا
محمد (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21الله أسرع مكرا ) ، أي : أسرع محالا بكم ، واستدراجا لكم وعقوبة ، منكم من المكر في آيات الله .
[ ص: 50 ]
والعرب تكتفي ب " إذا " من " فعلت " و " فعلوا " فلذلك حذف الفعل معها . وإنما معنى الكلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم ) ، مكروا في آياتنا فاكتفى من " مكروا " ب " إذا لهم مكر " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إن رسلنا يكتبون ما تمكرون ) ، يقول : إن حفظتنا الذين نرسلهم إليكم ، أيها الناس ، يكتبون عليكم ما تمكرون في آياتنا .
[ ص: 49 ] الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=28981_19052_19046وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ( 21 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَقُولُ ، تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَإِذَا رَزَقْنَا الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ فَرَجًا بَعْدَ كَرْبٍ ، وَرَخَاءً بَعْدَ شِدَّةٍ أَصَابَتْهُمْ .
وَقِيلَ : عَنَى بِهِ الْمَطَرَ بَعْدَ الْقَحْطِ . وَ " الضَّرَّاءُ " : هِيَ الشِّدَّةُ ، وَ " الرَّحْمَةُ " : هِيَ الْفَرَجُ . يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا ) ، اسْتِهْزَاءٌ وَتَكْذِيبٌ ، كَمَا :
17592 - حَدَّثَنَا
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
شِبْلٌ عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا ) قَالَ : اسْتِهْزَاءٌ وَتَكْذِيبٌ .
17593 - . . . قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ عَنْ
وَرْقَاءَ عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ .
17594 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ) يَقُولُ ، تَعَالَى ذِكْرُهُ : ( قُلْ ) لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الْمُسْتَهْزِئِينَ مِنْ حُجَجِنَا وَأَدِلَّتِنَا ، يَا
مُحَمَّدُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ) ، أَيْ : أَسْرَعُ مِحَالًا بِكُمْ ، وَاسْتِدْرَاجًا لَكُمْ وَعُقُوبَةً ، مِنْكُمْ مِنَ الْمَكْرِ فِي آيَاتِ اللَّهِ .
[ ص: 50 ]
وَالْعَرَبُ تَكْتَفِي بِ " إِذَا " مِنْ " فَعَلْتُ " وَ " فَعَلُوا " فَلِذَلِكَ حُذِفَ الْفِعْلُ مَعَهَا . وَإِنَّمَا مَعْنَى الْكَلَامِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ ) ، مَكَرُوا فِي آيَاتِنَا فَاكْتَفَى مِنْ " مَكَرُوا " بِ " إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ) ، يَقُولُ : إِنْ حَفَظَتَنَا الَّذِينَ نُرْسِلُهُمْ إِلَيْكُمْ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، يَكْتُبُونَ عَلَيْكُمْ مَا تَمْكُرُونَ فِي آيَاتِنَا .